عنوان الفتوى : حكم إطلاق الكفر على من حكم بكفره جمع من أهل العلم
مسلم تونسيّ: في إحدى المدارس طلبت أستاذة التربية الإسلاميّة من ابني قراءة نص فرفض متعللا بكفر كاتبه، فاستاءت الأستاذة وقالت نقرأ النص المبرمج من طرف الحكومة العالمانية ونناقش دون تكفير، وهذا الكاتب هو الطاهر الحداد المتخرج من جامع الزيتونة الأعظم، وقد كتب كتابا يدعو فيه إلى ما يسمى تحرير المرأة، وعارضه مشايخ العالم الإسلامي آنذاك واندثر، وعند تسلم بورقيبة الحكم، طلب مخطوطة من أرملته ونشره ومجد الكاتب وأطلق اسمه على عديد الأنهج والمؤسسات، وقد وجدته يدعو في كتابه المرأة المسلمة إلى التخلي عن الحجاب بدعوى مواكبة العصر، متناسيا أن الله تعالى من كماله أنزل لنا تشريعا صالحا لكل زمان ومكان، فهل يمكن أن أقول لابني بأن أقل ما يمكن قوله فيه هو أنه فاسق عملا بالآية 67 من سورة التوبة: وينهون عن المعروف ـ من أجل نهيه عن تطبيق شرع الله تعالى؟ وهل موقف ابني سليم في تكفيره؟ ولكم جزيل الشكر سلفا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فكتاب: امرأتنا في الشريعة والمجتمع ـ للمؤلف المذكور لا يتناول قضية الحجاب فقط، بل فيه من التجرؤ على الثوابت الشرعية والدعوة إلى مجارة الحياة الغربية ما يتعارض مع الأصول المتفق عليها، كدعوة المرأة إلى مجاراة أختها الأوربية في ما تقوم به من الألعاب الرياضية، وكالمطالبة بالطلاق المدني، وأن لا يكون من حق الرجل فقط، وكرفض تعدد الزوجات ووصفه بأنه سنة سيئة ورثت من أيام الجاهلية، وقد أدى صدور هذا الكتاب إلى حملة كبيرة من علماء الشريعة في وقتها على مؤلفه، حتى حرم من شهادته وطرد من الدراسة، بل وصدر الحكم بكفره من خلال لجنة علمية رأسها العالم المحقق شيخ الإسلام ورئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة: الطاهر بن عاشور، ومن أشهر الردود العلمية على هذا الكتاب المأفون ما كتبه الشيخ محمد الصالح بن مراد في كتابه: الحداد على امرأة الحداد ـ وهو كتاب نادر، ويكفي ما فيه لبيان الأمر لمدرسة التربية الإسلامية وغيرها ممن لا يعرفون حقيقة ما في هذا الكتاب، وبذلك يتبين أن ما قاله ابن السائلة ليس أمرا جديدا، بل هو نقل لحكم لجنة علمية موثقة كان على رأسها رئيس المفتين وشيخ الإسلام في عصره الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله.
والله أعلم.