عنوان الفتوى : مدة خلق السموات والأرض. وحكمة ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد , فسؤالي هو هل عندما خلق الله تعالى الأرض بعد ستة أيام خلق آدم بعدها مباشرةً أم أن الأرض ظلت فترة طويلة إلى أن شاء الله أن يخلق آدم وتحدث معه قصة نزوله إلى الأرض المشهورة في القرآن وإن كان كذلك فما الدليل من القرآن أو السنة , وثم ما هي الحكمة من أن يخلق الله الارض في ستة أيام وهو قادر على أن يقول كن فيكون كل ذلك أما هو أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه....
أما بعد :
فالمشهور أن آدم عليه السلام خلق في آخر هذه الأيام الستة، وفي يوم الجمعة في آخر ساعة منه، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة . فيه خلق أدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها" . وفيه أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً ." وخلق آدم في أخر ساعة من ساعات الجمعة ...."
ولكن اختلفوا في مقدار هذه الأيام . فمنهم من قال هي أيام كأيام الدنيا، ومنهم من قال بأن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف يوم ، وهذا مروي عن ابن عباس ومجاهد والضحاك، واختاره ابن جرير الطبري .
ومنهم من توقف في مقدار هذه الأيام لأنه لم يأت نص قاطع في تحديد مقدارها، لأن الزمان هو نسبة الحوادث إلى بعضها، كما ذكر ابن القيم رحمه الله، فالأيام في الدنيا مقدرة بحركة الشمس والقمر ولم تكن الشمس ولا القمر موجودين قبل خلق السموات والأرض حتى يصار إلى التقدير بهما .
وأما الحكمة من خلق السموات والأرض في ستة أيام فراجع لها الجواب رقم 22344
والله أعلم .