عنوان الفتوى : أثر السلام على الميت والدعاء له
هل السلام على الميت في المقبرة عن بعد يخفف عن الميت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسلام على الميت دعاء له بالسلامة والعافية، وقد ورد في الخبر الصحيح بأن الميت ينتفع بالدعاء . ففي الحديث الشريف : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم . وذكر أهل العلم أن ذكر الولد ليس لأن الميت لا ينتفع بدعاء غير الولد , وإنما لأن الولد من كسب الميت نفسه فكأنه هو الداعي لنفسه . والحقيقة أنه ينتفع بدعاء غير ولده كما ينتفع بدعاء ولده . ولا فرق بين أن يكون الدعاء للميت عن قرب أو بعد؛ لأن المدعو هو الله تعالى.
وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسلم على الأموات ويدعو لهم، ويعلم أصحابه إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية. وفي رواية: أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع.
ولو لم يكن في ذلك نفع أو فائدة لما فعله صلى الله عليه وسلم ولما علمه لأصحابه.
وقد ورد مرفوعا أنه: ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.
وذكر أهل العلم أن الميت يخفف عنه العذاب بالدعاء له . وراجع فتوانا رقم : 23015.
والله أعلم.