عنوان الفتوى : مخاطر الإقدام على الزواج بدون توثيق
ما حكم شخص وجد امرأة ضعيفة مسكينة، لا يوجد من يعولها، وتبحث عن عمل كخادمة في منزل، ثم اقترح عليها أن يوفر لها الطعام والمسكن بقدر الاستطاعة، ويعاملها معاملة حسنة ، ثم نوى أن يتزوجها زواجا عرفيا ويستر عليها؛ ليشبع رغبتها الجنسية، ويحدث لها الاستقرار النفسي، وحتى لا تكون فتنة له ومصدر إثارة للشهوات، وتجنباُ لوقوع الزنا لا سمح الله. علماً أنه يتعذر عليه الزواج بشكل رسمي لعدم وجود الوثائق الرسمية بسبب قدومها بفيزا العمرة، ثم بقاءها بشكل غير قانوني ، ثم أراد اشتراط عدم الإنجاب لاحتماله فشل العلاقة وعدم تمكنه من إثبات الزواج، وبالتالي فالقرار ليس بيده؛ لأنه عادة الخادمة تغادر البلاد، وترجع إلى وطنها في الوقت المناسب لها، عندما يتحقق لها ما ترجوه، وهو غالباً سداد ديونها في بلادها وإعالة أهلها؛ لذا فهو يتجنب حدوث مشاكل مستقبلية، أفيدونا يرحمكم الله ويكتب لكم الأجر والثواب، وجزاكم الله خيراً ، هناك حالات تمت بالفعل وهي كثيرة مثل هذه الحالة. هل الاقتداء بهذه الحالة يجوز ما رأيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج الشرعي له شروط وأركان لا يصح بدونها ، ومنها الولي فلا يصح تزويج المرأة بغير ولي ، وانظر هذه الشروط والأركان في الفتوى رقم : 5962
كما أن ترك توثيق العقد قد يترتب عليه مفاسد عظيمة، وتضيع بسببه حقوق شرعية خطيرة كالنسب والإرث ، ومحاولة تفادي الإنجاب قد تفشل .
فإن كان هذا الشخص يقدر على الزواج من هذه المرأة زواجا صحيحا موثقا في المحاكم ، وإلا فلينصرف عنها وليبحث عن غيرها ممن يتمكن من زواجها ، فإن كان غير قادر على الزواج فليستعفف وعليه بالصوم مع حفظ السمع والبصر والاستعانة بالله تعالى .
والله أعلم.