عنوان الفتوى : ما من داء إلا له شفاء سوى داء واحد
السلام عليكم و رحمة الله أنا امرأة متدينة منذ أن كان عمري 17 سنة و متزوجة منذ 9 سنوات لدي ابنتان، منذ 3 سنوات أعاني من مرض لا أعرف ما هو ذهبت إلى جميع الأطباء لكن عجزوا عن شفائي أقرأ القرآن وكتب الدعاء المستجاب وأستمع إلى إسطوانات ذكر الله وأطبق ما يقال لكن دون جدوى هناك من الأطباء من يقول لي إنها أعصاب وأوهام ويصفون لي الأدوية لكن دون جدوى حتى أنني قصدت عرافا وأعلم أنه حرام لكن ما باليد حيلة ولم يتوصل إلى أي حل، هناك أيضا من يقول لي إنك أصبت بعين فعلت كل شيء كي أزيلها عني لكن دون جدوى. أرجو منكم أن تقولوا لي ماذا أفعل لأني عجزت عن فهم مرضي وأصبحت حياتي لا تطاق
الحمد لله والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ...
أما بعد :
فنسأل الله أن يفرج همك ويكشف كربك ويمن عليك بالشفاء والعافية، ولا تيأسي فإنه ما من داء إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء، إلا وضع له شفاء أو دواء، إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم " رواه أصحاب السنن .
والأدوية إما حسية يعرفها الأطباء وأهل التجربة، وإما معنوية بالرقية الشرعية بالقرآن والأدعية المأثورة والكلمات النافعة .
فراجعي الأطباء لاسيما المهرة منهم، فما يخفى على بعضهم من الأمراض قد لا يخفى على البعض الآخر، فإن بذلت الوسع في ذلك فداومي على الرقية الشرعية، فقد يكون ما بك عيناً أو سحراً، واستعيني على ذلك بمن يرقي من أهل الدين والاستقامة، وكونها لا تنفع - أحياناً - فإن ذلك قد يرجع إلى الراقي أو نوع الرقية، فكلما كان الراقي متوكلاً على ربه قريباً منه وكانت الرقية مأثورة ومناسبة للمريض كانت أنفع .
وأما ذهابك إلى العراف للعلاج فهذا منكر عظيم، كما هو مبين في الجواب رقم:
14231 فعليك بالتوبة والاستغفار منه، والتوكل على الله والصبر على ما ابتلاك به، فإن العبد يدور بين نعمة توجب الشكر، وبلاء يوجب الصبر، فاصبري وارضي بقدر الله مع الأخذ بألاسباب من علاج ورقية والتجاء إلى الله والتضرع إليه، فهو سبحانه الذي يكشف السوء ويجيب المضطر ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون )[ النمل : 62 ] .
وداومي على ذكر الله لاسيما أذكار الصباح والمساء والأحوال، وأكثري من الطاعات والقربات والصدقات لعل الله يكشف ما بك .
والله أعلم