عنوان الفتوى : ثواب المؤذن
هل ورد حديث معناه أن أحد الصحابة عندما سمع أن المؤذن يأخذ أجر من صلى أعجبه الأجر، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم وهذا الأجر أيضا لمن ردد الأذان.وهل من سمع أذان الحرم المكي عن طريق التلفاز وردد الأذان له ثواب كل من صلى في الحرم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على هذه القصة على هذا النحو المذكور في السؤال, ولكن قد وردت بعض الأحاديث دالة على ما تضمنته, فأما كون المؤذن يحصل له مثل أجر من صلى معه فقد ورد بذلك حديث أخرجه أحمد والنسائي من حديث البراء أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم, والمؤذن يغفر له صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس, وله مثل أجر من صلى معه. واختلف في صحة هذا الحديث, وصححه الألباني، وضعف الأرنؤوط في تعليقه على المسند قوله: وله مثل أجر من صلى معه. رحم الله الجميع, ويشهد لهذا الحديث ما ثبت من كون الدال على الخير يحصل له مثل أجر فاعله, ومن ثم قال السندي: قوله : من صلى معه . سواء كان إماما أو مقتديا بإمام , إذ المقتديان بإمام مصليان معا . والمراد أن من حضر بأذانه فله أجره بسبب الدلالة . انتهى .
وأما كون من يقول مثلما يقول المؤذن يحصل له مثل أجره فقد روى أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول فله مثل أجره . ولكن هذا الحديث لا يصح. قال الهيثمي في المجمع . رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف فيهم. انتهى . وضعفه الألباني.
وعلى فرض ثبوت الحديث فلا يلزم تساوي المؤذن والمردد معه في الأجر من كل وجه.
قال العلامة المناوي في فيض القدير : فله مثل أجره. أي فله أجر كما للمؤذن أجر، ولا يلزم منه تساويهما في الكم والكيف . انتهى .
وإذا علمت هذا فإن فضل الله تعالى واسع, ومن يقول مثل ما يقول المؤذن له أجر عظيم إن شاء الله، ومن يردد الأذان خلف مؤذن المسجد الحرام لن يعدم المثوبة من الله تبارك وتعالى, وأما الجزم بثبوت هذا الفضل المخصوص وأن له مثل ثواب من صلى في المسجد الحرام فإنه متوقف على ثبوت الحديث، وقد عرفناك أن فيه مقالا .
والله أعلم.