عنوان الفتوى : أصيب بمرض معد نسبة شفائه عالية فهل يخبر خطيبته
لي ابن عم خطب منذ ثلاثة أسابيع على أن يتم الزواج بعد سنة أو سنة ونصف، واكتشف الأسبوع الماضي أنه مصاب بفيروس "بي" بنسبة ضئيلة جدا (250 في الخلية) وأخبره الطبيب أن نسبة الشفاء مرتفعة جدا في حالته، وأوصاه بدواء لمدة ستة أشهر، ثم إجراء تحليل بعد هذه المدة لمعرفة مدى التقدم، وأن هناك حالات كثيرة قد شفاها الله بعد مدة الستة أشهر، وأخبره بإمكانية تعاطي الزوجة لتطعيم يقيها من العدوى التي تنتشر بالدم أو العلاقة الزوجية. المشكلة أن ابن عمي مصمم على أن يذهب لوالد خطيبته الآن، ويخبره بأنه مصاب بهذا المرض، وله الخيار في فسخ الخطوبة أو الاستمرار، وإذا علم والداه بخبر المرض سيتأثرون بشكل كبير جدا؛ حيث إن عمي وزوجته أناس أميون بسطاء، سيصيبهم الوهم والقلق الشديد على ابنهما إذا علما بهذا الأمر، وسيتصورن أنه سيفارق الحياة بعد أيام معدودة، ويتحول البيت إلى حالة من الحزن والنكد والمشاكل، خاصة أن هذه الأخبار في مجتمع القرية تنتشر بسرعة خيالية على ألسنة النساء والرجال. فهل يجب عليه في مثل هذه الظروف أن يخبر والد خطيبته (وبالتالي سيعرف والده بالأمر وينتشر الخبر في القرية) على الفور؟ أم يجوز له أن ينتظر مدة ستة أشهر ليرى نتيجة العلاج؟ وهل لديكم وصية بتصرف ما قد يكون من المفيد أن يسلكه هذا الشاب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعيوب التي يجب بيانها قبل الزواج والتي تثبت حق الفسخ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
وعلى ذلك فما دام هذا المرض الذي أصاب ابن عمك من الأمراض المعدية فالواجب عليه بيانه لخطيبته، لكن إذا كان قد أخبره الطبيب بأن احتمال الشفاء منه هو الغالب مع إمكان تحاشي العدوى منه، فيمكنه أن يخبر خطيبته بذلك ويطلب منها ألا تخبر أحدا، فإن كان يخشى من علم أبويه فله أن يترك خطبة هذه الفتاة وينتظر حتى يتبين أثر العلاج.
والله أعلم.