عنوان الفتوى : شعيرة الحج هل هي قائمة على قصة الذبيح وهل هو إسماعيل أم إسحاق
شعيرة الحج قائمة على قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام حسبما تعلمنا وحسبما هو وارد في الروايات وعندما قرأت القرآن الكريم بتدبر تنفيذا لأمر المولى عز وجل لم أجد ما يشير إلى ذلك وليت هذا وحسب، بل إن القرآن يؤكد ويجزم أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام، وسؤال أخر وهو: كيف نطلق على من ينتمي لقريش قرشي بدل قريش؟ وهل يصح أن نطلق مطري على من ينتمي لقبيلة مطي، أرجو الرد وجزاكم الله خيرا @@@@@ أرسلت لكم هذين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تعلمته من أن شعيرة الحج قائمة على قصة ذبح إسماعيل غير صحيح وقد أخطأ من علمك ذلك, والحج فيه شعائر كثيرة من الطواف والسعي والرمي والمبيت بمنى ومزدلفة والوقوف بعرفة والإحرام وغير ذلك, فهل تعلمت أن كل هذه الشعائر قائمة على قصة الذبيح؟ !! وإن كنت تعني بذلك النحر فكون النحر فيه تذكير بقصة الذبيح لا يعني أنه شرع لذلك، أو قائم عليه, ونحر الهدي في الحج إنما شرع جبرانا لخلل في النسك، أو تقربا إلى الله تعالى وشكرا له, ومن المعلوم أن النحر ليس من أركان الحج, ولك أن تتأمل أن السعي بين الصفا والمروة فيه تذكير أيضا بقصة إسماعيل وأمه وكذا رمي الجمار فيه تذكير بقصة رمي إبراهيم للشيطان حين اعترض له, ومع ذلك فقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ. رواه أبو داوود.
فكون بعض الشعائر فيها تذكير بقصة سابقة لا يعني أنها قائمة عليها، أو شرعت من أجلها.
وقولك إن القرآن يؤكد أن الذبيح إسحاق هي مجرد دعوى تنقصها البينة وليتك ذكرت لنا الآية التي زعمت أنها تؤكد ذلك, ولا توجد آية في القرآن تؤكد أن الذبيح إسحاق عليه السلام, ولو وجدت لما خفي هذا الأمر على جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن تبعهم؟ فنرجو من السائل أن يدلنا على الآية التي تؤكد ذلك وننصحه بمراجعة ما كتبه عدد من العلماء في بيان أن الذبيح إسماعيل عليه السلام, ومن ذلك ما كتبه ابن القيم في زاد المعاد طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق شعيب الأرناؤوط, في مبحث نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر أكثر من عشرين وجها في بطلان القول بأن الذبيح إسحاق عليه السلام, وانظر الفتوى رقم: 112167عن الأدلة على كون الذبيح هو إسماعيل عليه السلام لا إسحاق عليه السلام وفيها آية البشارة التي سألت عنها، وأما بناء الكعبة فنحن لم نرجح أن الكعبة بناها آدم عليه السلام، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في بيان أقوال أهل العلم في ذلك ورجحنا أن أول من بناها هو إبراهيم عليه السلام, وبينا أنه لم يثبت نقل صحيح عن المعصوم أن البيت كان مبنياً قبل إبراهيم عليه السلام وأنه قد ورد بسند ضعيف أن آدم أول من بناها فانظر الفتويين رقم: 102778 ورقم: 17346
وقولك إنك أرسلت لنا سؤالين وتجاهلنا أحدهما غير صحيح فنحن لم يصلنا منك إلا سؤال واحد وليست إجابته ضبابية كما زعمت، بل أجبناك بالفتويين رقم: 152937، ورقم: 152941.
وأما بالنسبة لقريش هل هي قرشي أم قريشي فاعلم أن قريشا على وزن فعيل, وما كان على هذا الوزن فإنه تضاف إليه ياء النسبة من غير أن يحذف منه شيء فتقول في عُقيل, عُقيلي, وفي مطير مطيري, ولكن شذت عن هذه القاعدة بعض الكلمات فحذفت منها الياء الساكنة قبل الحرف الأخير ونطقت بها العرب بدونها كما في قريش فقالوا قرشي وفي ثقيف قالوا ثقفي , فهذا سماعي عن العرب وهكذا نطقوا به وهم أهل اللغة, فالنسبة التي نطق بها العرب: قرشي ـ وهذا سماعي مخالف للقياس، ويرى بعض العلماء أن الوجهين جائزان، جاء في شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ـ رحمه الله ـ عند كلامه على ما كان على وزن فعيل بضم الفاء وفتحها وهو صحيح اللام: فإن كانا صحيحي اللام اطرد فيهما عدم الحذف، كقولهم في عقيل وعقيل، وعَقيلي وعُقيلي هذا مذهب سيبويه وهو مفهوم قوله معل لام، وذهب المبرد إلى جواز الحذف فيهما، فالوجهان عندهما مطردان قياساً على ما سمع من ذلك. اهـ.