عنوان الفتوى : حول الزكاة يحسب من يوم بلوغ المال النصاب
سؤالي: أنا طالب مقيم في دولة أوربية، وأتلقى منحة شهرية قيمتها 1585 يورو شهريا، وبعد سنة كاملة جمعت قيمة 15.000 يورو، فهل واجبة علي الزكاة في هذه الحالة، وإذا كانت تجب فكم أدفع من هذا المال؟ وهل يجوز أن أزكي هذا المال إلى المحتاجين في كارثة ليبيا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزكاة لا تجب في المال إلا إذا بلغ النصاب، وحال عليه الحول، وحيث إن المبلغ المدخر لم يتم الحصول عليه في وقت واحد، بل تم تجميعه شيئاً فشيئاً حسب السؤال، فإن حوله يبدأ من يوم بلوغه النصاب بنفسه أو بضمه إلى غيره مما تملكه من الفلوس أو عروض التجارة، فتجب عليك زكاته عند حولان الحول اعتبارا من تاريخ بلوغه النصاب.
والنصاب في العملات الموجودة الآن سواء في ذلك اليورو وغيره هو ما يعادل خمسة وثمانين جراماً من الذهب أو قيمة: 595 جراماً من الفضة، والقدر الذي يجب إخراجه في حال وجوب الزكاة هو اثنان ونصف في المائة وهو ربع العشر.
وعلى ذلك، فالسائل الكريم ينبغي أن يضبط الوقت الذي امتلك فيه النصاب، فيزكيه عند حولان حوله، وأما ما استفاده بعد ملك النصاب فلا تجب زكاته إلا إذا حال عليه الحول بنفسه هو الآخر، وله أن يضمه إلى الحول الأول فيزكي جميع مدخراته عند حلول حول النصاب الأول، وهذا أيسر، وقد سبق بيان كيفية زكاة المبلغ المدخر شهريا في الفتوى رقم: 128619.
أما الإجابة عن الجزء الثاني من السؤال، فإن مصارف الزكاة هم الفقراء والمساكين، ومن ذكر معهم في آية التوبة، وهي قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة:60}.
فإذا كان في البلد الذي تعيش فيه من يستحق الزكاة فلتدفع لهم الزكاة، ولا تنقلها إلى بلد آخر، وإن لم يوجد هناك محتاجون فأرسلها إلى المحتاجين إن كنت تعرف حالهم في أي بلد آخر، ومن ذلك البلد المذكور أو وكل من تثق فيه ليصرفها إلى من يستحقها. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 136838والفتوى رقم: 135414.
والله أعلم.