عنوان الفتوى : صيغة التشهد لا تدل على مشروعية طلب المدد من الرسول صلى الله عليه وسلم
بماذا نرد على من يقول بجواز مخاطبة الأولياء والصالحين وأهل البيت رضي الله عنهم الذين توفاهم الله وطلب الشفاعة والمدد منهم، مستدلًا بقول "إنه ورد في التشهد" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" ويفهم من هذا القول أنها مخاطبة من أحياء لأحياء، وبالتالي يجوز طلب الشفاعة وطلب المدد منهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسلام على النبي صلى الله عليه في تشهد الصلاة بصيغة المخاطب لا تفيد مشروعية طلب المدد منه، فذاك شيء وهذا شيء آخر، ونحن نسلم على موتى المسلمين جميعهم بهذه الصيغة، ولا قائل من هؤلاء الذين يطلبون المدد من الأموات بجواز طلب الشفاء والمدد من موتى المسلمين الذين ليسوا من الأولياء والصالحين عندهم.
وأما عن أسلوب الخطاب في قولنا يا أيها النبي والحكمة منه، فقد ذكره الحافظ ابن حجر عن الطيبي بما محصله: نحن نتبع لفظ الرسول بعينه الذي كان علمه الصحابة. ويحتمل أن يقال على طريق أهل العرفان: إن المصلين لما استفتحوا باب الملكوت بالتحيات أذن لهم بالدخول في حريم الحي الذي لا يموت، فقرت أعينهم بالمناجاة، فنبهوا على أن ذلك بواسطة نبي الرحمة وبركة متابعته، فالتفتوا، فإذا الحبيب في حرم الحبيب حاضر، فأقبلوا عليه قائلين: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. انتهى.
وقد سبق لنا بيان التوسل المشروع والممنوع في الفتاوى التالية: 4413، 28845، 45838، 16690.
والله أعلم.