عنوان الفتوى : استحباب التفريق بين القدمين في القيام
لماذا يقف المصلي أمام الله ورجلاه مفتوحتان، وأمام السلطة مستقيماً تماما احتراماً وطاعة وخوفاً؟ ألا يحق هذا للخالق سبحانه وتعالى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمشروع للمصلي أن يقوم في صلاته خاشعاً ضارعاً مفتقراً متذللاً لربه تعالى مستحضراً عظمته وكبرياءه وجلاله سبحانه، ونص الفقهاء على أنه يستحب له أن يفرق بين رجليه في قيامه وأن لا يلصقهما، ومنهم من استحب أن يراوح بينهما إذا طال القيام، لأن ذلك أعون على الخشوع، وذلك لأن خشوع القلب وحضوره في الصلاة هو مقصودها الأعظم، قال في إعانة الطالبين: ويسن أن يفرق بين قدميه بشبر، ويكره أن يقدم إحدى رجليه على الأخرى وأن يلصق قدميه. انتهى.
وقال في كشاف القناع: ولا تكره مراوحته بين رجليه فتستحب، لما روى الأثرم بإسناده عن أبي عبادة قال: رأى عبد الله رجلاً يصلي صافاً بين قدميه فقال: لو راوح هذا بين قدميه كان أفضل ـ ورواه النسائي وفيه قال: أخطأ السنة، لو راوح بينهما كان أعجب ـ ك ـ ما يستحب تفريقهما قال الأثرم: رأيت أبا عبد الله يفرق بين قدميه ورأيته يراوح بينهما، وتكره كثرته أي كثرة أن يراوح بين قدميه. انتهى.
وإذا علمت ما مر من استحباب التفريق بين القدمين في القيام كما نص على ذلك الفقهاء فعلى العبد أن يتبع الشرع المطهر عالماً أن هذا هو كمال التعظيم لله والإجلال له سبحانه.
والله أعلم.