عنوان الفتوى : لا يحكم بانتقال النجاسة من جسم لآخر بمجرد الشك
يا شيخ أنا في حيرة كبيرة، فقبل 3 أسابيع تقريبا بال ابن أخي الصغير ـ وعمره 5 سنوات ـ في البر ولم يستنج، أو يستجمر، أو يمسح ذكره بمنديل، بل لبس ملابسه مباشرة ثم ركب السيارة ـ لا أذكر بالضبط هل بال ثم صلينا العشاء، ثم ركب السيارة؟ أم أنه بال وركب السيارة مباشرة؟ ولا أعلم هل تنجست ملابسه بمقدار كبير من البول، أو مجرد قطرات، لأنه لا يهتم بالنجاسات، وبعد هذه الأمور بأسبوع تقريبا ذهبنا للحج وبقي علينا الطواف والسعي في الحرم، فتحممت ولم أنشف جسمي بالمنشفة، بل لبست الملابس والعباءة مباشرة وجسمي مبلول ثم ركبت السيارة مباشرة وجلست في نفس المكان الذي جلس فيه ابن أخي لم انتبه لذلك، لأننا كنا في عجلة من أمرنا، ولما وصلنا الحرم وفي الشوط الثالث تقريبا تذكرت قصة جلوسه في المكان الذي جلست فيه في السيارة وأنه قد يكون نجسا فأصبحت أفكر أن الطواف يستلزم الطهارة وأنه علي أن أعيده في يوم ما، لأنني لست طاهرة، ولما سألت والدتي قالت أكملي ولا تلتفتي إلى هذه الأسئلة وأنها لا تعتقد أن المكان قد تنجس بقطرات قليله فلم أقتنع بذلك، لأننا لا نعلم هل هي قطرات قليله أم كثيرة؟ وهل هذه القطرات نجست السيارة أم لا؟ وسؤالي هو: هل تنجست ملابسي لا سيما أنني كنت مبلولة من الاستحمام عندما جلست في نفس المكان الذي جلس فيه ابن أخي؟ وهل علي إعادة الطواف والسعي خاصة أنني كنت أفكر أنني سأكملهما الآن ولكنني سأعيدهما في يوم آخر؟ علما بأنني إنسانة مصابة بالوسوسة أرجو الرد في أقرب وقت ممكن. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فهذه الحيرة إنما أوقعك فيها الوسواس الذي بلغ منك مبلغاً عظيماً، وليس لهذه الحيرة ما يسوغها البتة، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس وأن تطرحي عنك تلك الشكوك المبنية على غير أساس، فإن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم بانتقال النجاسة من جسم لآخر إلا بتيقن ذلك، فما لم يحصل اليقين الجازم بانتقال النجاسة فالأصل بقاء الطهارة فيستصحب هذا الأصل ولا ينتقل عنه بمجرد الشكوك، وانظري الفتوى رقم: 128341.
وبه تعلمين أن طوافك صحيح وأن بدنك وثيابك كان محكوماً بطهارتهما لعدم وجود يقين بتنجس شيء من ذلك وكذا مقعد السيارة كان محكوماً بطهارته لما ذكر، ونحذرك ختاماً من الوساوس والاسترسال معها فإنها تفتح على العبد باب شر عظيم وتجلب عليه من العناء ما ينغص عليه عيشه ويكدر صفو حياته، ولبيان كيفية علاج الوساوس انظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
والله أعلم.