عنوان الفتوى : التقصير في التوبة لا يسوغ ترك الدعوة إلى الله
داعية يخطب الجمع وله دروس أسبوعية ببعض المساجد، وكل من يعرفه يحبه ويوقره لحسن خلقه ومشاركته للناس في أفراحهم وأحزانهم، وهو المرجعية الشرعية لأهل قريته ومن حولها، معروف بالقناعة ونحو ذلك من أبواب الخير، ولكنه ضعيف في شأن النساء في بيته يشاهد الأفلام وفيها ما فيها من مناظر خليعة، أما على الإنترنت فشأنه عجيب له جهد في المواقع الإسلامية وبارع في رد الشبهات، ولكن أحيانا يضعف ويرتاد مواقع الإباحة، وكثيراً ما جاهد نفسه وتاب، ولكن ينتكس، يرى أن باب النساء هو الثغرة التي يسقط فيها أمام هواه، وبعد أن أعياه الأمر يفكر في ترك الدعوة والتصدر في مجالس العلم وإفادة الناس، وصار بيني وبينه خلاف باعتباري صديقه الأقرب هو يريد ترك الدعوة وأنا أخالفه فهو بحق مكسب للدعوة خاصة أنه لا مثيل له في قريته وما حولها، وقررنا أن نحتكم إليكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن صاحبك هذا لو ترك الدعوة إلى الله بسبب ما ذُكِر في السؤال أنه سيخطئ خطئاً جسيما ليس في حق الناس فحسب، بل في حق نفسه قبلهم، ولن يزيده ذلك إلا بعداً عن الحق واستسلاماً للشيطان، وإنما المطلوب هو عكس ذلك، وهو أن يزيد من طاعاته ويتبع سيئاته بالحسنات الماحيات، والتي من جملتها الدعوة إلى الله وبذل النصيحة للناس وإعانتهم ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم.
ثم ننبه على أن التوبة وإن كانت واجبة من كل ذنب، إلا أن التقصير فيها لا يسوغ التفريط في الطاعات، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 111852، والفتوى رقم: 57038 لإتمام الجواب، كما نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29464، 33860، 12928.. لمعرفة أقوى الوسائل لمحاربة الشيطان والأسباب المعينة على التخلص من غوايته والإفلات من حبائله.
والله أعلم.