عنوان الفتوى : مسألة حول حرمة تمثيل الأنبياء والصحابة الكرام
قد تعودنا أن نرى في المسلسلات الدينية ممثلين وممثلات يتقمصون أدوار الصحابة الأجلاء ـ عليهم رضوان الله تعالى ـ ولكن لم نتعود رؤية الخلفاء الراشدين أو حتى نسمع أصواتا لهم، ولكن ما راعنا أن نسمع أصواتا تعبر عنهم في مسلسل: قمر بني هاشم ـ منذ سنة أو سنتين، وها نحن اليوم نرى ممثلين يتقمصون أدوارهم ولكنهم يخفون وجوههم في مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي، أريد القول: إن كان هذا التطور حصل في عام أو عامين فليس غريبا أن نرى ممثلين لأدوار الصحابة الأجلاء ـ عليهم رضوان الله تعالى ـ كاشفين لوجوههم بعد خمس سنين ونسمع صوتا يمثل صوت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عشر سنين، ثم ممثلا لدوره صلى الله عليه وسلم بعد خمس عشرة سنة، ولكنه يخفي وجهه، ثم أخيرا نرى ممثلا كاشفا وجهه في دور الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عشرين سنة، فكيف يسمح بذلك؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في عدة فتاوى سابقة حرمة تمثيل الأنبياء وكبار الصحابة ـ كالخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين وكذا غيرهم من الصحابة الكرام على الراجح ـ وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 8238، 10155، 36893، 65438.
وأما ما يحتمل من جراءة بعض الناس على فعل ذلك ـ تعمدا، أو جهلا منهم بالحكم ـ فالواجب على العلماء والدعاة في مثل هذا وغيره أن يجدوا وينشطوا في تعليم الأمة ما يهمها من أمر دينها وتوضيح معالم الحلال والحرام في مثل هذه الأمور وغيرها، وعلى أولي الأمر أن يمنعوا وسائل الإعلام من نشر مثل هذه الأمور وأن يوقفوا من يحاولون عمل ما لا يجوز.
والله أعلم.