عنوان الفتوى : هل مجاراة الناس على بدعهم بالكلام كفر
أنا يا شيخ كنت جالسة مع قريباتي، وكنا نتحدث عن حكم الاحتفال بيوم الميلاد. فكانت إحداهن تقول إنها لا تهتم بكونه يوم ميلادها بقدر ما أنها تفعل ذلك لكي تأكل الحلوى وتجتمع مع عائلتها، وقالت إنها ممكن أن تحتفل سواء في ذا اليوم أو غيره. فرددت عليها -علماً بأني أعلم حكم الاحتفال بيوم الميلاد- قائلة أنا أيضاً أحب فقط تناول الحلوي طالما لا أحتفل باليوم ذاته. وقد قلت هذا و أنا أعلم أن الاحتفال حرام لكنه كان مثل المداهنة مني أو ما يشبه ذلك، حتى إنها بعد ذلك قالت- وكأنها تستنكر- هناك من الناس من يقول بأنها حرام. فأنا الآن نادمة، ولا أعلم لماذا قلت هذا ولا أجد عندي سبب لما قلته. لا أدري إن كنت أعتقد حل ذلك، أم قلته لكي يمر الموضوع دون كثرة كلام أم قلته لكي لا أخالفهم؟ و لا أعرف ما الحكم علي؟ و هل هذا يعتبر كفرا أكبر؟ الرجاء توضيح متي يكون كفرا أكبر ومتى يكون غير ذلك؟ و هل يجب علي إخبارها وإخبار كل الحاضرين بالحكم أم تكفي توبتي إذا كنت أخطأت؟ الرجاء الرد بسرعة. جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته ليس من الكفر في شيء، والذي ننصحك به هو ترك الوسوسة في باب الردة فإنه باب شر، ونواقض الإسلام معروفة قد بينها العلماء في كتبهم أتم بيان، وأما أعياد الميلاد فإن الاحتفال بها لا يجوز سواء كان القصد هو الاجتماع وأكل الحلوى أو كان القصد هو تعظيم اليوم، وأما نفس الاجتماع وأكل الحلوى فلا بأس به إذا وقع اتفاقا من غير إرادة الاحتفال بما يسمى عيد الميلاد، فإن أكل الحلوى ونحوها من الطيبات مما أباحه الله تعالى لعباده، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 134098، وما أحيل عليه فيها، وعليك أن تجتهدي في مناصحة أخواتك وقريباتك وأن تبيني لهن الشرع ما أمكنك في هذه المسألة وغيرها، وأن تشرحي لهن بالأسلوب الحسن أن الله تعالى إنما جعل للمسلمين عيدين سنويين لا تجوز الزيادة عليهما ولا إحداث شيء غيرهما هما عيد الفطر وعيد الأضحى.
والله أعلم.