عنوان الفتوى : من الخطأ ترك الطاعة بحجة: حتى يهديني الله
إذا دعوت الله تعالى أن يهديني ولم يستجب لي سبحانه، فهل من الممكن أن يكون الخير في تأخير الإجابة ؟ إذا كان الجواب نعم فهنا الإشكال : أليس في تأخير الإجابة استمرار مني في العصيان ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الدعاء في شيء ليس للعبد فيه اختيار فإن عدم الإجابة خير لصاحبه، ولن يضيع عند الله دعاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يستجيب له دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها، أو يدخر له من الأجر مثلها. قالوا يا رسول الله: إذا نكثر قال الله أكثر. رواه الحاكم وغيره وأصله في موطإ الإمام مالك.
وأما إن كان الدعاء في شيء في متناول العبد كفعل الطاعة أو ترك المعصية فإن دعاءه في هذه الحالة ينبغي أن يكون لطلب العون على الطاعة والتوفيق للاستقامة على طريق الخير، لأن الله تعالى هداه أصلا ببيان الطريقين (طريق الهدى والضلالة) وهو في هذه الحالة مخير بين الفعل والترك وبين سلوك طريق الخير وطريق الشر كما قال تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ. {البلد:10}. أي بينا له طريق الخير وطريق الشر.
والاحتجاج بعدم الهداية من أبواب الشر التي يفتحها الشيطان على الإنسان ، فلا يجوز للعبد أن يؤخر التوبة أو يترك الطاعة ويقول حتى يهديني الله؛ لأن الله تعالى هداه وبين له الطريقين وجعل الاختيار بيده.
قال الأخضري المالكي في مقدمته: ولا يحل له أن يؤخر التوبة ولا يقول حتى يهديني الله فإنه من علامة الشقاء والخذلان وطمس البصيرة.
ولمعرفة آداب الدعاء وشروط إجابته وموانعها وأوقات الإجابة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 2150، 32655، 23599.
والله أعلم.