عنوان الفتوى : التعدي على ميراث الإناث معصية كبيرة
ما هو حكم الدين في من لا يعطي أخواته من الإناث من ميراث أبيهن، وعندما يطالبه لا يعطيهن شيئاً مع أنه متدين وملتح وما هو الموقف الذي يأخذونه ضده من الناحية الإسلامية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إرث الإناث مفروض في كتاب الله، كما أن إرث الذكور مفروض، قال تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) [النساء:7].
فلا يجوز لأحد أن يتعدى على حق الإناث في الإرث، ومن تعدى فهو على خطر عظيم، وقد قال تعالى بعد آيات المواريث في سورة النساء: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء:13-14].
وأكل أموال الناس بالباطل من أعظم الآثام، فكيف إذا كان الذي يأكل ماله هو من أرحامه؟!! فقد زاد فوق ذلك إثم قطيعة الأرحام، نسأل الله العافية.
وهذا الشخص الذي يُظهر أنه ملتزم بالشعائر، وأنه متدين يجب أن يكون قدوة لغيره، وأن يكون أولى الناس بتطبيق شريعة الله على نفسه، نسأل الله له الهداية.
والموقف الذي ننصح باتخاذه معه هو: نصحه وتذكيره بالله تعالى، وذكر الآيات والأحاديث الواردة في شأن ميراث النساء، وفي تحريم أكل أموال الناس بالباطل، وقطيعة الأرحام، فإن لم يستحب فليوسطن من له عليه كلمة من المشايخ، أو من أصدقائه، فإن لم يستجب فلهن رفع أمره إلى القضاء الشرعي.
والله أعلم.