عنوان الفتوى : الزاني لا يتخذ صديقا
لي صديق متعدد العلاقات النسائية لأ بعد مدى حد الزنا أعوذ بالله، ومبرره أنه لا يقصر في حق زوجته وأنها تعامل من قبله كأنها ملكة وفعلا هي إنسانة طيبة ومن أسرة طيبة. نصحته كثيرا لأنه به صفات جيدة أيضا ولكن بلا جدوى، زوجته لا تعلم وعلاقته المتعددة هذه قد تؤذي زوجته دون أن تعلم بأي مرض وارد لا قدر الله، يضحك كثيرا ويقول إنه عامل حسابه لا أحد يعلم بأمره غيري، وطبعا النساء اللاتي يعاشرهن في مسكن زوجته دون علمها. هل أظل أنصحه لأني بصراحة ابتعدت عنه لأن كثيرا من الأرامل والمطلقات وقعن في شباكه ولا جدوى من النصيحة، برغم ذلك ملتزم بالصلاة والصوم والنوافل. سأجن منه. ما عقابه؟ وهل يتقبل الله منه مع العلم أن أولاده ناجحون ومتفوقون ويملك بفضل الله المال الوفير وكريم بصراحة. ما عقاب هؤلاء الناس وهل نبتعد عنهم أم نظل ننصحهم؟ ابتعدت عنه ولكني أخشى أن أكون قصرت في حق الله ولا أعرف عقابه وأخشى عليه. أنا أحبه لأنه طيب فعلا وهذه المشكلة أنتجت منه الطيبة مع مرض الشهوة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا الرجل على ما ذكرت فهو أولا ليس أهلا لأن تكون صديقا له، فاحذر من اتخاذه صاحبا، فإن هذا يجعلك عرضة للخطر، فالصديق يؤثر على صديقه سلبا وإيجابا كما أوضحنا بالفتوى رقم: 42007. وهذا الرجل مرتكب للزنا وهو من أكبر الكبائر، ومتلصص على أعراض نساء المسلمين إضافة إلى مجاهرته بالمعصية بدليل إخباره إياك بها وفي هذا جرأة على الله تعالى وعلى معصيته. وهو يزني مع أنه محصن وله زوجة وهذا مما يعظم به الإثم ويكبر به الجرم. وراجع الفتويين: 1602، 29331.
وما يأتي هذا الرجل من أعمال صالحة كالصلاة والصوم ونحوهما إذا أتى بها صحيحة فإنها تبرأ بها ذمته، وأما من جهة قبولها وأجرها وثوابها فعلمه عند الله تعالى. ولكن ينبغي أن يعلم أن العبادة الحقيقية هي التي تثمر في قلب صاحبها زكاة النفس والطهر والعفاف. قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. {البقرة: 21}. وقال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. {العنكبوت 45}.
وينبغي الاستمرار في نصحه وتذكيره بالله تعالى بعقوبته على عاقبة مثل هذه الفعال في الدنيا والآخرة، فقد يصاب بمرض عضال كالإيدز ونحوه، وقد ينتهك عرضه كما انتهك أعراض المسلمين، وقد يفضحه الله تعالى أمام خلقه في الدنيا والآخرة. قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا. {الإسراء: 32}. وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. {النور:19}.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 60338. وإذا غلب على ظنك أنه ينفعه الهجر فينبغي أن تهجره. وانظر الفتوى رقم: 14139.
والله أعلم