عنوان الفتوى: شكت في الله ثم ندمت واستغفرت فما حكمها
أنا عندي مشكلة كبيرة وهي أني كنت أشاهد إعلامية تتكلم أنها تشك أستغفر الله في وجود الخالق، وأنا لوهلة أستغفر الله شككت ولكني استغفرت الله، ولقد أغلقت البرنامج بعد هذا لأني خفت من كلامها، وأنا الآن خائفة أني أكون قد كفرت، وأنا الآن نادمة أشد الندم، وأنا متأكدة أن الله موجود، ولكني لا أعلم ماذا حدث. فهل علي أن أغتسل وأقول الشهادتين أم ماذا؟ ولكن أنا خائفة جدا أني أكون قد كفرت. فأفيدوني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا من النتائج السلبية لتفرج الإنسان على القنوات التي تبث فيها السموم التي تتضمن ما يخالف التوحيد ويزرع الشكوك، فكان الواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن الاستماع والنظر لما يخلخل عقيدته، ويتأكد ذلك في حق من لم يكن متسلحاً بالعلم الشرعي، ومن العجب أن يكون بعض الناس لا يجد وقتاً في حياته اليومية للنظر في المصحف وكتب السنة، ويظل يتفرج على أشياء لا تهمه بل تضر دينه ودنياه.
وأما ما سألت عنه السائلة فإن الشك في وجود الله تعالى أمر خطير جداً، ولكن ما يرد على القلب منه ثم تستيقظ الفطرة الإيمانية في القلب فينفر من ذلك الوارد ويكرهه ويبدأ العبد في الاستغفار فهذا دليل إن شاء الله على إيمان العبد وعدم كفره، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 59192، والفتوى رقم: 56097 أنه قد يطرأ في نفس الإنسان نوع الشك، لكنه مع ذلك يكون في داخله مصدقاً بالله ورسوله، ولا يكون كافراً بذلك، ونوصيك وأنفسنا أولاً وآخراً بالحرص على التمسك بالعقيدة الصحيحة والبعد عما يخلخلها، وراجعي فيما يساعد على زرع اليقين والإيمان في القلب وطرد الشكوك والوساوس الشيطانية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 77566، 19691، 58741، 132309، 133954، 128825.
والله أعلم.