عنوان الفتوى : حكم الكلام مع الميت عند قبره والنوم في المقبرة
قبل كل شيء أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم، ويصلح ذرياتكم والمسلمين أجمعين اللهم آمين... سؤالي: لقد توفيت أمي وأنا بالغربة، ولما عدت إلى الوطن بعد علمي أنها توفيت وأنا في الغربة من كثرة الحزن المخيم على قلبي وحياتي فإني أذهب إلى قبرها دائما وأدعو لها، ولكني أقعد أمام القبر وأكلمها بحياتي وبكل ما أعمل، وكأني لما أكلمها وأقول كذا وكذا إلى آخره، أحس بالراحة، ولكن هل هذا حرام عندما أكلمها وكأنها على قيد الحياة، مع علمي أنها متوفاة، ويخطر على بالي أن أنام بعض الليالي هناك عند قبرها، فإني فجعت بوفاتها، وكلامي لها عند القبر يخفف عني قليلا، وأريد أن أنام هناك بجانب قبرها أيضا. أفتوني جزاكم الله خيراً، وأسعدكم الله في الدنيا والآخرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن السائل الكريم قد أحسن في زيارة قبر أمه ودعائه لها، وأما مسألة كلامه معها بالطريقة المذكورة في السؤال مع علمه بوفاتها، طلباً لراحة نفسه لا أكثر، فلا نرى في ذلك حرجاً شرعياً، لعدم الدليل المانع من ذلك، لا سيما والراجح الذي عليه جمهور العلماء أن الميت يسمع كلام زائره في الجملة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :134413، والفتوى رقم: 4276.
وإن كنا نرى أن الأفضل هو الاشتغال بالدعاء لها ولعموم المسلمين، أو بذكر الله تعالى والتفكر في أحوال الموتى وأمور الآخرة، فإن ذلك هو الغاية الأصلية من مشروعية زيارة القبور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة. رواه مسلم وابن ماجه واللفظ له.
وأما مسألة النوم في المقبرة بعض الليالي فقد نص الفقهاء على كراهته، قال الشيرازي في المهذب: يكره المبيت في المقبرة لما فيها من الوحشة. انتهى. قال النووي في المجموع: نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب. انتهى. وقال ابن الهمام في فتح القدير: يكره النوم عند القبر... وكل ما لم يعهد من السنة. انتهى.
والله اعلم.