عنوان الفتوى : هل تبطل صلاة المرأة إذا انكشف شيء من يدها أو عنقها
هل يجب التدقيق قبل الصلاة للتأكد من عدم ظهور شيء من العورة، فقد أحدث هذا الأمر وساوس لدي فمثلا في بعض مواضع الصلاة قد يظهر القليل من اليدين من تحت الأكمام أو قد تظهر بعض الرقبة و هكذا. فهل هذا مبطل للصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس وأن تقبلي على صلاتك وتحرصي على تحصيل الخشوع فيها الذي هو مقصودها الأعظم، فعليك إذا أردت الصلاة أن تستري ما يجب ستره في الصلاة، والتحقق من حصول ذلك ليس فيه أدنى مشقة، فإذا دخلت في الصلاة بعد أن تحققت من سترك لما يجب ستره فيها فإنه لا يضرك إن شاء الله أن يبدو شيء يسير من العورة من غير قصد منك كما نص على ذلك فقهاء الحنابلة.
قال في كشاف القناع: (ولا تبطل الصلاة بكشف يسير من العورة ) واليسير هو الذي ( لا يفحش في النظر عرفا ) ويختلف الفحش بحسب المنكشف فيفحش من السوأة ما لا يفحش من غيرها ( بلا قصد ) لقول عمر بن سلمة الجرمي قال: انطلق أبي وافدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فعلمهم الصلاة وقال يؤمكم أقرؤكم فكنت أقرأهم فقدموني فكنت أؤمهم وعلي بردة لي صفراء صغيرة فكنت إذا سجدت انكشفت عني، فقالت امرأة من النساء واروا عنا سوأة قارئكم فاشتروا لي قميصا يمانيا فما فرحت بعد الإسلام بشيء فرحي به. وفي لفظ: فكنت أؤمهم في بردة موصلة فيها فتق فكنت إذا سجدت فيها خرجت أستي. رواه أبو داود والنسائي.
وانتشر ذلك ولم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر ذلك ولا أحد من أصحابه، ولأن ثياب الأغنياء لا تخلو من فتق وثياب الفقراء لا تخلو من خرق غالبا والاحتراز عن ذلك يشق فعفي عنه ( ولو ) كان الانكشاف اليسير ( في زمن طويل ) لما مر ( وكذا ) لا تبطل الصلاة إن انكشف من العورة شيء ( كثير في زمن قصير. انتهى.
وما ذكرته من انكشاف شيء من اليد أو العنق هو من هذا اليسير الذي يعفى عنه لو انكشف من غير قصد إن شاء الله.
والله أعلم.