عنوان الفتوى : هل قدم المرأة عورة في الصلاة؟
ما حكم انكشاف اليسير من العورة في الصلاة؟ فأنا أعاني من مسألة الجوارب في الصلاة؛ لأنني أرتدي الجوارب الشتوية صيفًا، وهذا أمر مرهِق؛ لأن كل الجوارب الصيفية قد يظهر شيء من القدم منها من الثقوب التي بين الخيوط، وتتمزق بسرعة أيضًا، وأحيانًا لا أجد إلا التي تشفّ، وهذا متعِب، وسبّب لي وساوس. وما معنى باطن القدم؟ هل يعني أن انكشاف الأصابع من الخلف والكعب مباح؟ ولو لم أجد الجوارب المناسبة -لأن الجوارب النسائية هنا كلها سيئة؛ حتى التي لا تكون شفافة- فهل يحاسبنا الله على أدق التفاصيل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولًا أن العلماء اختلفوا في وجوب ستر المرأة قدميها في الصلاة، فأوجب ذلك الجمهور، وذهب أبو حنيفة، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن عثيمين إلى عدم وجوب ذلك:
فعلى قول الحنفية؛ لا إشكال أصلًا، ويسعك تقليد هذا القول إذا كنت مصابة بشيء من الوسوسة، أو وجدت حرجًا في قول الجمهور، وانظري الفتويين التالتين: 169801 - 134759.
وعلى قول الجمهور؛ فإن انكشاف الشيء اليسير من العورة، لا يضر، وإن طال الزمن، ما لم تتعمدي ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 132451.
والذي ننصحك به أن تستري قدميك بما يعتاد سترهما به من الألبسة، أو الجوارب، ثم لا تبالي بما يعرض لك من الأوهام، والوساوس، والعبد يؤاخذ بما يقدر عليه، لا بما يعجز عنه.
فإذا بان لك بعد الصلاة أن شيئًا من قدميك كان مكشوفًا، لم يضرّك ذلك.
وباطن القدم هو أسفلها، وفي وجه للشافعية أنه ليس بعورة، وانظري الفتوى رقم: 138550.
ولا يلزمك لبس الجوارب الشتوية في الصيف.
وما تدعينه من عدم صلاحية الجوارب الصيفية، إنما هو ناشئ عن الوسوسة، وكثرة الأوهام، فلا تتعنتي، ولا تشقّي على نفسك، والأمر -بحمد الله- واسع.
ولك -كما ذكرنا- سعة في قول من لا يعتبر قدم المرأة عورة في الصلاة أصلًا.
والله أعلم.