عنوان الفتوى : القدر المجزئ من الصلاة الإبراهيمية لصحة الصلاة
هل يشترط لصحة الصلاة على النبي (الصلاة الإبراهيمية) وحتى تجزىء أن تكون من إحدى الصيغ الواردة، فلو صلى أحدهم بصيغة غير واردة سواء أكان فيها اسم ابراهيم عليه السلام أو لم يكن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يشترط الإتيان بالصلاة الإبراهيمية لصحة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بل من قال اللهم صل على محمد فقد أتى بأقل المشروع من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وأجزأه ذلك عن الواجب في الصلاة، وأجزأه ذلك في غير الصلاة من باب أولى.
وإن كانت الصفة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أولى وهي الأكمل، وفي الإتيان بها مزيد الأجر، وهاك بعض كلام العلماء فيما تحصل به الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، قال النووي في شرح المهذب: وأما أقل الصلاة فقال الشافعي والأصحاب: هو أن يقول اللهم صل على محمد، فلو قال صلى الله على محمد فوجهان حكاهما صاحب الحاوي، قال وهما كالوجهين في قوله عليكم السلام، والصحيح أنه يجزئه وبه قطع صاحب التهذيب، وفي هذا دليل على أنه لو قال اللهم صل على النبي أو على أحمد أجزأه ، وكذا قطع الرافعي بأنه لو قال صلى الله على رسوله أجزأه، قال وفي وجه يكفي أن يقول صلى الله عليه، والكناية ترجع إلى قوله في التشهد وأشهد أن محمدا رسول الله، قال وهذا نظر إلى المعنى، وقال القاضى حسين في تعليقه: لا يجزئه أن يقول اللهم صل على أحمد أو النبي بل تسمية محمد صلى الله عليه وسلم واجبة، قال البغوي وغيره، وأقل الصلاة على الآل اللهم صل على محمد وآله. انتهى.
وفي حاشية الروض: والركن منه -أي من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم- «اللهم صل على محمد» لظاهر الآية وما بعده سنة. انتهى.
وفي روح المعاني للألوسي: ويكفي اللهم صل على محمد لأنه الذي اتفقت عليه الروايات في بيان الكيفية انتهى.
وبه يتبين لك أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بأي كيفية حصل المقصود سواء كان فيها ذكر إبراهيم أو لا، وإن كان الأكمل والأفضل كما قدمنا الإتيان بصيغة من الصيغ الواردة.
والله أعلم.