عنوان الفتوى : تأخير الحج ليؤديه مع زوجته
هل يجب علي الحج هذا العام. أنا متزوج من 3 سنوات ولم أنجب، وكنا نتناقش أنا وزوجتي بهذا الشأن وكان رأيها أن نبدأ في التحضير لعملية طفل أنابيب وأنا كان رأيي أن نحج هذا العام ونؤجل العملية للعام القادمولم نتوصل لاتفاق على شيء معين، ولكن اتفقنا على أن نترك الأمر كله لله سبحانه وتعالى، وبعد شهرين من هذا الحديث تفاجأنا أنا وزوجتي أنها حامل ولله الحمد والمنة بدون أي مساعدات طبية. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاحمد الله تعالى على ما أولاك من النعمة، ثم اعلم أن الراجح من كلام أهل العلم هو أن الحج واجب على الفور، فيجب على من كملت له شروط الحج وقدر على السعي إليه أن يبادر به، وهو قول أكثر أهل العلم. وأطال الشنقيطي في الأضواء في تقريره والانتصار له بما تحسن مراجعته منه، وقد دلت على ذلك أحاديث منها ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له. رواه أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه أيضاً أو عن أخي الفضل أنه صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض الحاجة. رواه أحمد وابن ماجه.
ويدل له أيضاً عموم الأمر بالمسارعة إلى الجنات واستباق الخيرات، فضلاً عن كونه هو الأحوط والأبرأ للذمة، فإذا علمت ما قررناه فواجب عليك أن تبادر بالحج إذا كنت مستطيعاً له، وليست كراهتك الحج دون اصطحاب زوجتك بعذر يبيح لك تأخير الحج، فإنها إن كانت مستطيعة للحج وجب عليها المبادرة به كذلك وإلا فهي معذورة في عدم الحج. وأما أنت فلا عذر لك ما دمت مستطيعاً للحج، وأداؤكما للعمرة ليس عذراً يبيح لك تأخير الحج لأنه إنما سقط به عنكما فرض العمرة، وأما الحج فلا زال وجوبه مستقراً في ذمتك.
والله أعلم.