عنوان الفتوى : حكم قراءة الإنجيل وسائر كتب أهل الكتاب
أحيانا أقرأ بعض المقاطع في الإنجيل ولا أعرف هل هي كلام الله أم كلام البشر، لا أميز، وهذه الآيات تدعو إلى الأخلاق الفاضلة، فتعجبني ، ولكن المشكلة أنني لا أعلم هل هي كلام الله أم كلام البشر ، إذا أعجبتني وكانت في الحقيقة كلام البشر فقد رضيت بالتحريف وكفرت، وإن جاهدت نفسي حتى لا أعجب بها فقد تكون في الحقيقة كلام الله فكيف أكره كلام الله وأعرض عنه؟ أرجو الرد على هذه الشبهة التي تحيرني كثيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز الجزم بأن شيئا من الكلام الموجود في الأناجيل الموجودة اليوم من كلام الله تعالى ولا تصديق الناس في أن هذا هو المنزل على عيسى عليه الصلاة والسلام، ولكن المسلم يؤمن إجمالا بما أنزل الله على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ويبتعد عن مطالعة الكتب المحرفة التي حرم النظر فيها على العوام ففي حديث البخاري: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أأنزل إلينا....
وقال البهوتي في كشاف القناع: ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب نصا لأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه: الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز لمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها. انتهى.
وأما كون الكلام حسنا يدعو إلى الإخلاق الفاضلة فهذا لا يفيد تأكيد كونه من كلام الله لأن مثل هذا يوجد في كلام الحكماء وكلام الشعراء حتى الجاهلين منهم يقول عنترة العبسي وهو شاعر جاهلي:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي * حتى يواري جارتي مأواها
والله أعلم.