عنوان الفتوى : الإشراف على الموظفين وتحديد المسئوليات
هل يجوز الاعتذر عن مسئولية حذرا من عدم أداء الأمانة فيها؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
يقول فضيلة الشيخ عبد الرزاق الجاي ـ أستاذ الحديث وعضو رابطة علماء المغرب :
يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: ” كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته” ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من استرعاه الله رعية، ولم يحطها بالنصح لم يجد رائحة الجنة” وجاء في الحديث الصحيح: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” قالوا كيف ننصره ظالما؟؟ قال عليه الصلاة والسلام: “أن تحجزه عن الظلم” فإذا استطعت أن تقنع المشرف على هذه المؤسسة بضرورة النظر في مصالح الموظفين، وخاصة أن هذه المؤسسة قائمة على جهدهم، فلا يجوز أن يظلم، أحد أو أن يغبط حقه، فلكل ذي حق حقه.
والله سبحانه تعالى عندما ولاك هذا المنصب فأنت مسئول عن هؤلاء الذين هم تحت إشرافك، وفي حدود المسئوليات المحددة لك، فأنت تنصح المشرف بحيث تحجزه عن الظلم، وتنصح الموظفين حيث تدفع عنهم الظلم.
أما قضية الاعتذار عن الإشراف فهذا لا يليق بمسلم متشبع بالإيمان أن يتخلى عن المسئولية؛ لأنه في الحقيقة إذا تخليت أنت عن هذا الأمر ربما سيأتي أحد لا يفكر في نصرة المظلومين، فعلى الأقل أنت في مكانه حتى إذا لم تستطع دفع الظلم عنهم، فعلى الأقل تفكر في نصرتهم، وتهتم بأمورهم، وهذا ليس من السلبية في الشيء.
بل عليك أن تتوكل على الله عز وجل، وأن تجعل نصب عينيك أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب كل فرد على عمله، وأنت تقوم بواجبك إرضاء لله لا محبة في رضا الناس.
والله أعلم.