عنوان الفتوى : هل تسقط طاعة الزوج إذا كانت الزوجة هي التي تنفق على نفسها
تكلمت كثيرا عن طاعة الزوج، طيب إذا كانت الزوجة هي التي فتحت البيت ومتحملة كل مصاريف البيت لأنها الزوجة الثانية، وشرطت أن لا يصرف عليها ولا على بيتها، ولأجل الستر فقط وافقت على ذلك. فهل طاعة هذا الرجل واجبة؟ وهل يستحق الاحترام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطاعة الزوج في المعروف واجبة على الزوجة، لما جعل الله له من القوامة عليها، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. {النساء: 34}.
وسبب القوامة ليس راجعاً إلى إنفاق الرجل على زوجته فحسب وإنما لما ميز الله به الرجال على النساء في الصفات.
قال ابن العربي: قَوْلُهُ:{ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } : الْمَعْنَى إنِّي جَعَلْت الْقَوَّامِيَّةَ عَلَى الْمَرْأَةِ لِلرَّجُلِ لِأَجْلِ تَفْضِيلِي لَهُ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ لِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : الْأَوَّلُ: كَمَالُ الْعَقْلِ وَالتَّمْيِيزِ.
الثَّانِي: كَمَالُ الدِّينِ وَالطَّاعَةِ فِي الْجِهَادِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ عَلَى الْعُمُومِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ...................
الثَّالِثُ: بَذْلُهُ الْمَالَ مِنْ الصَّدَاقِ وَالنَّفَقَةِ. أحكام القرآن لابن العربي.
وبهذا يعلم أن حق الزوج وطاعته كزوج لا تسقط عن الزوجة ولو كانت هي التي تنفق على نفسها لرضاها بذلك.
والله أعلم.