عنوان الفتوى : لا يجوز الكف عن تدريس القرآن خشية الثناء أو المدح

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

س: سؤال من مصري يعمل في المنطقة الشرقية يقول في رسالته: أنا أقوم بتعليم قراءة القرآن الكريم لوجه الله تعالى بعد صلاة العشاء من كل يوم، وذلك لأجناس مسلمة غير عربية من باكستانيين وهنود وصومالية وغير ذلك في موقع السكن، حيث إننا نسكن في مجمع سكني يوجد به مسجدًا أقامه أهل الخير بارك الله فيهم، وقد قمت منذ وصولي بتدريس القرآن لهؤلاء الناس وبدؤوا معي بداية طيبة، والآن أصبحوا يقرءون وكثير منهم استغنى عني ولا زلت أواصل عليها، ولكن المشكلة إنهم يشكرونني ويبالغون في الثناء علي وفي مدحي، وأنا أخشى من حديث الرسول ﷺ عن أبي هريرة في الثلاثة الذين يدخلون النار، ومنهم قارئ القرآن حيث يقول الله له: قرأت ليقال عنك قارئ وقد قيل وأنا في الحقيقة أستنكر فعلهم هذا وأردهم عنه، لكن ما ذنبي في أنهم يقولونه، هل علي ذنب أن أوقف القراءة؟ أم ماذا أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

ج: أنت على كل حال مشكور على هذا العمل الطيب، وقد قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: خيركم من تعلم القرآن وعلمه فأنت مشكور على عملك، وأنت على أجر عظيم، ولا حرج عليك ما دمت مخلصا لله في عملك هذا، ولا يضرك ثناؤهم عليك، وعليك أن تنصحهم وتوصيهم بعدم المبالغة في الثناء، أو يكفي الدعاء لك بدلا من الثناء. زادك الله من النشاط والتوفيق.
أما الوعيد الوارد في الحديث فهو لمن قرأ ليقال هو قارئ، وتعلم ليقال عالم، أما من علم الناس يريد ثواب الله ويطلب الأجر منه سبحانه وتعالى، فإنه لا يضره ثناء الناس ما دام مخلصا لله سبحانه في عمله. والله الموفق[1].


--------------------

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (5 /386).