عنوان الفتوى : حكم الاقتراض بالربا لإقامة مشروع تجاري لسداد الديون
عندي شركة خاصة وعلي ديون كثيرة تبلغ 2000000 ريال، و في الآونة الأخيرة وجدت طريقا للخلاص من تلك الديون حيث عزمت على إنشاء مصنع، انتهيت من كافة الإجراءات والآن لم يبق لي سوى التنفيذ، طبعا التمويل سيكون بقرض، لكن الطريق الوحيد هو بنك التنمية فهو بنك حكومي وهو المسؤول عن تمويل المشاريع الصناعية. فهل أخذ القرض من البنك لإنشاء المصنع يعد ربا حيث إنه لا يعمل بالنظام الإسلامي و البنوك الإسلامية لا تمول مثل ذلك المصنع حيث تطلب ضمانات عقارية وغيرها، وأنا لا أملك ذلك وإن كان هذا القرض ربا فإن البنك يعطينى القرض وينتظر علي لمدة سنة فإن أرجعت هذا القرض بعد هذه السنة فهل المصنع أصبح حراما و دخله حرام أفيدوني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أن تقترض بالربا لأجل سداد الدين أوإقامة المشاريع التجارية، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منهن : أكل الربا .
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم : آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء . رواه مسلم .
فلا يجوز الإقدام عليه إلا عند تحقق الضرورة الملجئة إلى ارتكاب الحرام وتعرفّ الضرورة بأنها بلوغ المكلف حداً إن لم يتناول الحرام هلك أو قارب على الهلاك.
ولا يدخل ما ذكرته من إقامة مشروع تجاري في ذلك ولو لأجل سداد الدين، فالموسر يؤدي ما عليه والمعسر يجب إنظاره إلى حين ميسرة، والمقترض بالربا لسداد دينه كالمستجير من الرمضاء بالنار فدين الربا أشد وأسوأ. فابحث عن السبل المشروعة لتمويل مشروعك التجاري كعقود المرابحة والتورق ونحوها مما فيه غنية وكفاية عن الإقدام على القروض الربوية. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب.
والله أعلم.