عنوان الفتوى : الجمع بين الذكر بعد صلاة الصبح وأذكار الصباح
هل يجوز قراءة أذكار الصباح بنية أنها أذكار الصباح وأذكار الفجر أي دمجهما معا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل الكريم يقصد بأذكار الفجر: الأذكار الواردة عقب صلاة الصبح، فإن كان كذلك فما كان منها مشتركا في اللفظ مع أذكار الصباح، وكان دليل مشروعيته مطلقا في هذا الوقت، بحيث يتناول الدليل بعمومه المتكلم بهذا الذكر على أية حال، سواء نوى أذكار الصباح أو الذكر عقب الصلاة، فلا بأس بجمع النية للعمل بهما معا، ومثال ذلك أن يقرأ المصلي بعد صلاة الصبح المعوذات ثلاث مرات فقط، يريد بذلك العمل بحديث عقبة بن عامر في الذكر بعد الصلاة.
وحديث عبد الله بن خبيب في أذكار الصباح، حيث قال عقبة بن عامر: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. وفي رواية بالمعوذتين. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.
وقال عبد الله بن خبيب: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فلم أقل شيئا. ثم قال: قل. فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: (قل هو الله أحد) والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني.
فمن قرأها ثلاث مرات، ونوى بذلك أن يعمل بالحديثين معا، أجزأه ذلك، لاتحاد لفظ الذكرين ووقتهما، ولإطلاق لفظ دليلهما بحيث يتناولان هذا العمل دون تعارض، فإنه يصدق على من فعل ذلك أنه قرأها مرة دبر الصلاة، وأنه قرأها ثلاثا حين أصبح. ومع ذلك فلو أفرد كل حديث بعمل على حدة، لكان أفضل؛ لكونه أكثر عملا وذكرا.
والله أعلم.