عنوان الفتوى : النصيحة المزينة بالرفق أدعى للقبول
صديقتي أحضرت لي هدية بمناسبة عيد ميلادي وكانت عبارة عن عطر، وأنا بالطبع لا أضع العطر إلا في البيت وغالبا لا أفعل لأني غير متزوجة، فقلت أحتفظ بهذا العطر لزواجي، المهم أني وضعته في دولابي أمام أختي وهى تضع العطر خارج البيت ولكن هذه المرة شددت عليها أن لا تقترب حتى منه وقالت لي (طبعا يا بنتي ما تقلقيش خلى عندك ثقة فيا اكتر من كدة ) صدقتها وقلت أثق بها وأعطيها مساحة من الثقة والأمان, بعد عدة أيام وجدت رائحته وعرفت أنها استخدمته من ورائي وخرجت به طبعا، سألتها وقلت لها بكل هدوء ألم نتفق على أن لا تأخذيه، ولا ترتكبي ذنوبا؟ ردت ردا باردا جدا (هو أنا عملت حاجة أصلا عادى يعنى ) غضبت جدا خاصة أني كثيرا ما أفهمتها ونصحتها بأن هذا حرام جدا وأنها بهذا في حكم الزانية ،واتقى الله لكن لا حياة لمن تنادي، تنظر لي وتقول حاضر ربنا يهدينى بإذن الله وهى في نفسها كأنها لم تسمع شيئا، وتقول لي أنا أصبحت أضع شيئا خفيفا جدا عن الأول (وكأن الخفيف هايفرق من الثقيل ) لم أعد أعرف كيف اقنعها وافهمها ,كلام بالهدوء غير نافع، بالعصبية غير نافع لدرجة أنني بعد المرة التي وضعت من العطر تكلمت معها ورفعت من صوتي جدا لأني كنت غضبانة منها جدا غصبا عني والبيت كله سمعنا وكنت متعمدة لكي لا أبقى لوحدى والكل يدخل في الموضوع لكن أخذت في البكاء بشكل هستيرى والكل تعاطف معها، وأصبحت أنا في الآخر معقدة ومفترية وليس عندي إحساس، وأحب المشاكل. أنا أعرف أني أطلت اعذرونى لكن أنا نفسي بجد أن تترك الخروج بهذه العطور لأن الأمر ليس هينا بالإضافة إلى أنني أريد أن أعرف لما هي استخدمت عطري وخرجت به وأنا التي أحضرتة إلى المنزل هل علي وزر، مع العلم أني والله لا اخرج به أبدا وكنت أعطيتها الأمان وهى عملت ذلك من ورائي، وطبعا أنا أخفيت زجاجة العطر هذه الآن. أرجوكم أريحوني لأني قلقانة جدا، لأنها وقتها قد رشت العطر في دولابها كله وأصبحت جميع ملابسها تحمل الرائحة وتخرج بهم يوميا وفيهم نفس الرائحة، وأنا اشعر أني أنا التي أكتسب هذه الذنوب. ساعدونى أرجوكم لأني بجد حيرانة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا إثم عليك- إن شاء الله- فيما فعلته أختك من استعمال عطرك دون علمك وخروجها متعطرة، ما دمت لم تعينيها على ذلك ولم تقريها عليه.
وعليك مداومة نصحها بحكمة وعدم اليأس من استجابتها وقبولها للنصح، وينبغي أن تتخيري الوسيلة المناسبة لحالها من إهداء بعض الكتب أو الأشرطة المفيدة أو الاستعانة ببعض الصالحات من القريبات أو غيرهن ممن يرجى قبولها لنصحهن، مع الاستعانة بالله وكثرة دعائه، فإن لم تستجب للنصح فلتكلمي من له ولاية عليها ليمنعها من هذا المنكر.
وننبه إلى أن استعمال الرفق في النصح أنفع وأحسن وأحب إلى الله من الشدة، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ. رواه مسلم.
كما ننبه إلى أن الإهداء في أعياد الميلاد والاحتفال بها من عادات غير المسلمين وقد أمرنا بمخالفتهم وعدم التشبه بهم وانظري الفتويين : 2130، 24134.
والله أعلم.