عنوان الفتوى : المآخذ على كتاب " مرآة الزمان ".

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما رأيكم في كتاب (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان) تصنيف سبط ابن الجوزي ، لما وجدت فيه من قصص للأنبياء ، فيها إسرائيليات ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله :

كتاب " مرآة الزمان في تاريخ الأعيان " هو من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي .

ولد ونشأ ببغداد ، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي ، وانتقل إلى دمشق  فاستوطنها ، وتوفي فيها سنة (654 ) هـ .

وهذا الكتاب تحدث فيه مؤلفه عن تاريخ البشرية ، منذ بدء الخليقة وابتداء العالم وحتى حتى وفاته سنة 654هـ ، ورتبه على السنين.

وقد اهتم بعض العلماء بهذا الكتاب ورفع من شانه حتى قال بعضهم بعد أن ذكر كتب التواريخ: " فرأيت أجمعها مقصداً ، وأعذبها مورداً ، وأحسنها بياناً ، وأصحها روايةً ، تكاد جنة ثمرها تكون عياناً : مرآة الزمان ". نقله ابن حجر في " لسان الميزان " (6/328) .

وقال ابن كثير: " له مرآة الزمان في عشرين مجلداً ، من أحسن التواريخ .. ومن أبهج التواريخ ". انتهى " البداية والنهاية" (13/194) .

ومع ذلك فالكتاب لا يخلو من وجود بعض الملاحظات عليه ، ومن أهمها :

إيراد الأحاديث والأخبار الضعيفة والموضوعة ، والحكايات المنكرة والمستبشعة ، وذكر بعض المثالب في الصحابة والخلفاء الراشدين .

قال الحافظ الذهبي : " وألف كتاب مرآة الزمان ، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات ، وما أظنه بثقة فيما ينقله ، بل يجنف ويجازف ، ثم إنه ترفض ". انتهى "ميزان الاعتدال" (4/ 471) .

وقال عنه في " تاريخ الإسلام "(حوادث عام 597) : " كثير الحَشَف والمجازفة ". (42/38).

وأنه " إنه خسَّاف ، مجازف ، لا يتورَّع في مقاله ". انتهى من "تاريخ الإسلام" (حوادث عام 581) . (54/405) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين ، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة .

وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس ، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم ، ليعوِّضوه بذلك ، ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك ، لينال بذلك أغراضه .

فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له : ما مذهبك ؟

قال : في أي مدينةٍ ؟

ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة ، ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم ". انتهى " منهاج السنة النبوية " (4/ 98) .

وإذا كانت هذه حال الكتاب وصاحبه ، فينبغي الحذر من التسليم بما فيه ، وأن يكون المطالعة فيه للمتخصص القادر على مراجعة غيره من التواريخ ، واعتبار ما فيه بمقياس الخطأ والصواب .

وبالإمكان الرجوع إلى كتب التواريخ المعتمدة ، مثل : الكامل في التاريخ لابن الأثير، والبداية والنهاية ، للحافظ ابن كثير رحمه الله ، والعبر وتاريخ الإسلام ، ونحوها ، للحافظ الذهبي رحمه الله .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...