عنوان الفتوى : حكم تخصيص سور معينة لبعض الصلوات لا يقرأ غيرها فيها
هل يجوز قراءة الشخص كل يوم في صلاة العصر سورة العصر وسورة الاخلاص أم هي بدعة. أو مثلا يخصص سورة معينة للوتر أو للسنن المؤكدة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأولى للمسلم أن يتحرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وينظر ما كان يقرأ به في صلاته، فيتابعه صلى الله عليه وسلم ما أمكنه ذلك، فإن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي للمسلم أن يخص صلاة معينة بقراءة معينه إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه كتخصيص الوتر بقراءة الأعلى والكافرون والإخلاص، وتخصيص الجمعة بقراءة الأعلى والغاشية أو الجمعة والمنافقون، وتخصيص فجر الجمعة بالسجدة وهلى أتى، وتخصيص رغيبة الفجر وسنة المغرب وركعتي الطواف بقراءة الكافرون والإخلاص، ودلائل ذلك معروفة مشهورة.
وأما ما عدا ذلك فالأولى للمسلم ألا يخصه بقراءة معينة، بل يحرص على متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة ما أمكنه، ولكن ليس ذلك من البدع إذا لم يعتقد المصلي أن لتلك السورة فضيلة معينة أوجبت تخصيصها بالقراءة، وذلك لأن الأصل هو أن للمسلم أن يقرأ بما شاء من القرآن فإن خص صلاة معينة بقراءة معينة معتقدا أن لذلك فضلا فهذا ممنوع شرعا؛ لأن الفضائل لا تثبت إلا بالدليل، وأما مع عدم اعتقاد فضيلة معينة فله أن يقرأ بما شاء، وأن يخص تلك الصلاة بهذه السور، وإن كان ذلك خلاف الأولى، والأفضل تركه لما تقدم.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: لكن يجوز للمؤمن أن يختار بعض السور وبعض الآيات يقرأ بها لكن مع اعتقاده وإيمانه بأن هذا شيء ليس بلازم، وأنه لا بأس أن يقرأ غيرها من الآيات والسور، فمع هذا الاعتقاد لا حرج، ولكن الأولى والأفضل ألا تستمر على هذا الشيء، بل تقرأ تارة كذا وتارة كذا حتى لا تعتاد هذا الشيء فتظن أنه لازم، فإن المسلم لو اعتاد الشيء يشق عليه فراقه. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 42590.
والله أعلم.