عنوان الفتوى : حكم زيارة القبور التي تبعد مسافة سفر
توفي والدي، ودفن في مدينه أبو ظبي، وهي تبعد عن مدينتنا 350 كيلو متر. فهل زيارته تعتبر من شد الرحال؟ وهل يشعر بالحزن إذا لم يزر قبره أحد لأنني أراه في منامي يزرونا، وعندما أسأله أين أنت يقول أنا في أبو ظبي ويجب أن أعود ولا أستطيع البقاء هنا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن زيارة القبور مشروعة بل إنها مستحبة، لأنها تذكر الزائر بالآخرة، فقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد النهي عنها، ففي صحيح مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. وفي رواية: فإنها تذكركم الآخرة.
ولكن قطع مسافة السفر المذكورة يعتبر سفرا، والسفر لمجرد زيارة القبور داخل في شد الرحال المنهي عنه لغير المساجد الثلاثة، وسبق بيان ذلك في الفتويين رقم: 30823، 17793.فراجعيهما.
والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو الدعاء لوالدكم والصدقة عنه وصلة رحمه وإكرام صديقه، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
وفي مسند الإمام أحمد: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به؟ قال: نعم، خصال أربع: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما.
هذا ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدكم ولجميع موتى المسلمين.
والله أعلم.