عنوان الفتوى : حكم نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتي يجهل حالها
هذا الدعاء أهداه الله عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأهداه خير الأنام لسيدنا علي وأنا أهديه لكم لأنني والله أحبكم في الله وأحب لكم الخير وأدعو الله عز وجل أن يجمعنا مع سيد الخلق في الفردوس الأعلى إن شاء الله. عن ابن عباس أن عليا رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الدنيا فقال" والذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل ولا كثير ولكن أعلمك شيئا أتاني به جبريل فقال يا محمد هذه هدية من الله تعالى إليك لم يعطها أحد قبلك لا يدعو بها ملهوف ولا مكروب ولا عبد خائف من سلطان إلا فرج الله عنه (اللهم يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا غياث من لا غياث له يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا كاشف البلاء يا عظيم الرجاء يا عون الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار وضوء القمر وشعاع الشمس ودوي الماء وحفيف الشجر يا الله لا شريك لك يا رب يا رب يا رب." ( ثم تدعو بحاجتك يستجاب لك قبل أن تقوم من مجلسك بإذن الله) على أن تبدأ بالحمد والثناء على الله ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وتختم بالمثل وتؤمن... استجاب الله منكم وأعطاكم ما تطلبون إن شاء الله. هذا الحديث أرسله إلي أحد الأشخاص فما مدى صحته؟؟ فإني كنت قد نصحته بأن لا يرسل الأحاديث من غير مصدر موثوق أما أن يرسل أحاديث هكذا بدون أن يكتب من أي كتاب أو تخريج أو ما إلى ذلك فلا ينبغي لأن في الإيميلات والمواقع الكثير من الرسائل مثل هذه وعندما نسأل عنها نجدها غير صحيحة فقال لي اعتبرها دعاء!! فقلت له إنه حتى لو اعتبرناها دعاء لا يجوز أن نقول إن الله أهداه لشخص أو نبي بلا دليل ولا يجوز أن نحدد له وقتا معينا أو فضلا معينا دون دليل شرعي.فما رأي فضيلتكم؟؟ وما الحكم الشرعي فيمن يرسل مثل هذا دون أن تكون من مصدر موثوق ودون تثبت؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الدعاء لم نجد له ذكرا في شيء من كتب الحديث إلا في مسند الفردوس للدليمي.
وهو من الكتب التي يغلب على ما فيها الضعف والوضع وعدم الصحة كما بينا في الفتوى رقم: 52378.
وكذا ذكر الحديث الكتاني في كتابه المسمى تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ، وذكر رحمة الله أن في سند الحديث مجاهيل ، ونقل عن السخاوي تضعيفه.
وأما قصة علي وجبريل وما ذكر في فضل الدعاء فلم نعثر على ذكر له في شيء من كتب الحديث فلعلها موضوعة من وضع الغلاة في علي.
وأما نشر الأشياء المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يعلم وضعها لا يجوز له نشرها إلا مع بيان وضعها كما قال ابن الصلاح في حكم الحديث الموضوع: ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه... انتهى.
وذكر رحمه الله أن أعظم الوضاعين ضررا هم الذين وضعوا الحديث احتسابا.
وأما من كان يجهل حال الحديث فإن كان وجده في كتاب معتمد من كتب أهل العلم ولم يجد تضعيفا له فإنه يجوز له نقل الحديث منه كما ذكر السيوطي في تدريب الراوي، والأولى أن يذكر المرجع حتى يبرأ من العهدة.
وأما نقل ما ينتشر في المنتديات والمواقع فيتعين الابتعاد عنه والاشتغال بنشر ما ثبت من نصوص الوحيين ولا سيما في مجال الأذكار والأدعية إذ ثبت في النصوص الكثير من الأدعية المستجابة مثل الدعاء بالاسم الأعظم والدعاء بدعوة يونس وغيرها مما يغني عن الأحاديث الموضوعة والضعيفة.
فيتعين صرف الطاقات لتعلم الثابت من النصوص وحض الأمة على تعلمها والعمل بها.
فلا أعظم أثرا في قلوب العباد من القرآن العظيم والسنة الثابتة.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 124288، 80360، 27801، 123302.
والله أعلم.