عنوان الفتوى : وجود رطوبة بالمنديل ونحوه لا يعني الحكم بنجاسته

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

في يوم من الأيام أخرجت آيات من القرآن الكريم كانت في مكان غير لائق، وكنت قد غسلت يدي قبلها وكانت مبتلة قليلا بعد تنشيفها، وبعدما أخرجت الآيات أمسكت منديلا كان مرميا في الحاوية، وأحسست بوجود رطوبة فيه فتركته، ثم بعد ذلك أمسكت الآيات وتركتها بسرعة لما تذكرت بأنني أمسكت المنديل الذي كان في الحاوية وأن يدي أصبحت بها قذارة، واستخدمت يدي الأخرى، ولكن بعد ذلك اضطررت لاستخدام يدي التي مسكت بها المنديل سابقا ومسكت الآيات ثم قلت في نفسي: يدي نظيفة وليس بها قذر، كيف؟ فقبل قليل كان بها قذر، والآن ليس بها قذر، أنت تقول ليس بها قذر لتبرر لنفسك إمساك الآيات دون أن تغسل يدك، والمفروض أن تفحص يدك قبل إمساك الآيات، ولكنني لم أفحص يدي وظللت ممسكا بالآيات مذكرا نفسي بأنني لا أريد امتهان القرآن، فهل يعد هذا استخفافا واستهانة بالقرآن، وهل أكفر بهذا الفعل؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يزيدنا وإياك حرصاً واحتراماً وتوقيراً لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لحرماته، وقد سبق أن بينا وجوب المحافظة على أوراق المصحف وخطورة امتهانها والاستهزاء بها وعدم العناية بها في الفتويين رقم: 37516، ورقم: 62205 ، فنرجو أن تطلع عليهما.

وبخصوص ما جرى لك: فإنه لا يعتبر كفراً، بل ولا استخفافاً ولا استهانة، لأن الذي حملك على إمساك الورقة بيدك هو الاضطرار إلى استخدامها واحترام القرآن والحرص على صيانته من أن يصيبه شيء من الأقذار، ثم إن مجرد وجود البلل في المنديل أو غيره لا يلزم منه الحكم بنجاسته، فقد يكون مبلولاً بشيء طاهر، إلا إذا كان ذلك في مكان نجس، لأن الأصل الطهارة حتى يعلم خلافها، فأبعد عنك الوساوس وأبشر بالخير، فمثلك من الحريصين على الخير يحاول الشيطان استدراجهم من باب الوسوسة لهم بهذه الأفكار الغريبة.

والله أعلم.