عنوان الفتوى : هل من فاتته الجماعة يكون بسبب ذنبه
أرجو من سعادتكم الرد على سؤالي وجزاكم الله ألف خير. س: مامعنى قول أبي سليمان : لا يفوت أحداً صلاة جماعة إلا بذنب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيقول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِير.{الشورى:30}.
وكما أن عقوبة السيئات قد تكون مادية دنيوية، فكذلك قد تكون معنوية أخروية، مثل الانجرار إلى ذنب آخر أو ترك طاعة أو نسيان علم أو غير ذلك.
جاء في قوت القلوب لأبي طالب المكي: والعقوبة موضوعها الشدة والمشقة، فعقوبة كل عبد من حيث يشتد عليه، فأهل الدنيا يعاقبون بحرمان رزق الدنيا من تعذر الإكساب وإتلاف الأموال، وأهل الآخرة يعاقبون بحرمان رزق الآخرة من قلة التوفيق للأعمال الصالحات وتعذر فتوح العلوم الصادقة ذلك تقدير العزيز العليم.
وقال ابن القيم عن آثار الذنوب والمعاصي: ومنها حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بدله ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان. الجواب الكافي.
وفي ضوء ما ذكرنا ينبغي أن يحمل القول المذكور في السؤال على من فاتته صلاة الجماعة لتقصيره وتهاونه، أو لتسببه في مقدمات ذلك الفوات، لا أن يحمل على كل من فاتته الجماعة بإطلاق، سواء لعذر أم لغير عذر.
والله أعلم.