عنوان الفتوى : حكم ادعاء معرفة الغيب عن طريق بعض الأولياء
أثناء تواجد أختي في بيت أهل خطيبها اتصلت بنا وقالت إن حماها جالس ويخبرها ماذا يوجد لدينا على الطاولة في تلك اللحظة ويصف لها بيتنا وأمورا أخرى، علما أنه ضرير ولم يقم بزيارتنا، ولكنهم عائلة متدينة وهو يدعي أنه على اتصال بأحد الأولياء أو المشايخ ويقول لها أرسلته البارحة ليقرأ عليك القرآن وهو لا يستخدم هذا الأمر لجني المال، ويقوم أحيانا بالتفريج عنهم بقراءة القرآن، وأحيانا يتحدث مع أحد غير موجود في غرفته وكأن شخصا أتى لزيارته، فما حقيقة هذا الأمر؟ وما حكم هذا الشخص؟ وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بأمور لا يراها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أجمع الفقهاء على أن التكهن والكهانة حرام، والكاهن هو الذي يتعاطى الخبر عن المستقبل، ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة الغيب، وأجمعوا ـ كذلك ـ على أن إتيان الكاهن للسؤال عن عواقب الأمور حرام، وأن التصديق بما يقوله كفر، لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد والحاكم وصححه، ولم يتعقبه الذهبي، وصححه الألباني.
وتشمل الكهانة كل ادعاء بعلم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، ويشمل اسم الكاهن: كل من يدعي ذلك من منجم وعراف وضراب بالحصباء ونحوه، قال الفقهاء: الكاهن يكفر بادعاء علم الغيب، لأنه يتعارض مع نص القرآن قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ {الجن: 25-26}.
أي عالم الغيب هو الله وحده، فلا يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضاه للرسالة، فإنه يطلعه على ما يشاء في غيبه.
انظر الموسوعة الفقهية.
وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49086، 111418، 122526، 41084، 123895.
وكون هذا الرجل يدعي أنه يعرف الغيب عن طريق أحد الأولياء أو المشايخ لا يخرج عن هذا الحكم، فالأنبياء ـ فضلا عن الأولياء ـ لا يعلمون الغيب، واعتقاد أن الأولياء يعلمون الغيب من العقائد الشركية المنتشرة بين الصوفية، وحقيقة هذا الرجل المذكور أن الشياطين تتنزل عليه بما يخبركم به إغواء وفتنة وإضلالا للناس، ولذا فإننا ننصحكم بالتروي في أمر مصاهرة هذه العائلة، والحذر من كون خطيب الأخت المذكورة يعتقد مثل هذه الاعتقادات الشركية.
والله أعلم.