عنوان الفتوى : لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم وتقتدي بسنتهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل حب الصالحين وأهل التقوى والصلاح يشفع للعبد يوم القيامة حتى ولو لم يكن يعمل بعملهم ويعمل بعمل أهل الذنوب والمعاصي؟ جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن محبة المؤمنين من مقتضيات التوحيد، وقد رتب الله تعالى عليها ثواباً عظيماً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي. وقال حسن صحيح.

 وفي الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في.

 هذا وإن من أعظم فوائد محبة المؤمنين أن المحب لهم يحشر معهم وينزل منزلتهم وإن كان سائر عمله لا يبلغه منزلتهم، فعن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : " وما أعددت للساعة ؟ " قال : حب الله ورسوله ، قال : " فإنك مع من أحببت " قال أنس : فما فرحنا ، بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " فإنك مع من أحببت " قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله ، وأبا بكر وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم

 وفي الترمذي من حديث صفوان بن عسال قال: جاء أعرابي جهوري الصوت قال: يا محمد؛ الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.

ولكن لا بد لكي ينزل قليلُ العمل منازل الأخيار الذين أحبهم في الله تعالى من أن يتوب من ذنوبه وتقصيره مع الله سبحانه، وأن يتخلى من التبعات التي عليه تجاه الخلق، فإنه مسؤول عنها، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 5450.

ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن من علامة صدق المحبة الاقتداء بأفعال من أحببت.

قال الحسن البصري رحمه الله: لا تغتر يا ابن آدم بقوله: أنت مع من أحببت. فإنه من أحب قوماً تبع آثارهم، واعلم أنك لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي على مناهجهم حرصاً على أن تكون منهم!!.

 مما تقدم يتبين لك أن حب الصالحين لصلاحهم وتقواهم يعتبر عبادة فاضلة وأن صاحبه منتفع به إن شاء الله، ولكن ليس من مكفرات الذنوب، فالذنوب ولا سيما الكبائر منها لا يكفرها إلا التوبة.

والله أعلم.