عنوان الفتوى : هل يخبر قريبه المريض بقرب وفاته

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

خالي أصيب بجلطة في الأمعاء, وهذا المرض مستعص وغير مرجو الشفاء منه, وأنا أقول هذا عن دراية، لأنني طالب بكلية الطب واستشرت أحد كبار الجراحين وقرأ التقرير الطبي كاملا ليخبرني بأنه في رأي الطب لن يعيش, وأن بقاءه على قيد الحياة مقيد بتناوله للمحاليل عن طريق الوريد وبمجرد توقفه عن ذلك سيفارق الحياة بسبب نقص التغذية أو فشل كلوي، وخالي الآن في المستشفى منذ 50 يوما, أجرى 3 عمليات كلها فشلت ودخل في فشل كلوي حاد, أي أن ما يحدث له ـ حتى الآن ـ يؤكد الرأي الطبي ـ والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى ـ والغريب أن خالي لا يعلم بهذه المعلومة ولم يخبره بها الطبيب المعالج, وما زال مصراً على العلاج ويخطط لحياته مستقبلا بعد أن يتعافى، والمشكلة أنه أنفق على علاجه ما لا يقل عن 150 ألف جنيه وهذه الأموال هي كل ما لديه من مدخرات, بل إنه استدان بما يقرب من عشرين منها، لذلك طلب من والدتي وباقي أخوالي أن يقرضوه بعض المال كي يكمل علاجه ظنا منه أنه سيتعافى، وإذا توفي خالي فلا يوجد من يتحمل عنه هذا الدين، حيث أن لديه 3 بنات قاصرات, لكن لديهن شقة قد يبيعونها ليسددوا أي ديون، ولكنهم أولى بهذا المال فهم في سن الزواج والتعليم ويحتاجون لنفقه باهظة. لدي سؤالان لفضيلتكم: 1ـ هل أخبر أخوالي بقرب أجل خالي المريض وأنه لا فائدة من الإنفاق على أي علاج، لأنه برأي الأطباء لن يعيش طويلاً وهذا العلاج يستنزف أموالا باهظه ولا يفعل سوى أنه يطيل فترة المرض, فبذلك قد يتريثون قبل أن يقرضوه أموالا قد لا يستردونها من ورثته؟ أم أصمت لعل الله يشفيه بمعجزة؟ وليس ذلك على الله ببعيد. 2- هل علي إثم إذا لم أخبر خالي المريض بأن أجله قد اقترب وأنه لا فائدة من علاجه ويجب أن يستعد للموت ويكتب وصيته أم لا؟ لأنني لا أستطيع أن أخبر أحداً بأنه سيموت فقد يقتله الخبر نفسه، علما بأنني حاولت مراراً أن ألمح له بطريقة غير مباشرة، ولكن لم يفهم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالآجال بيد الله وحده ولا يعلم أحد بساعة موت نفسه فضلاً عن غيره فهذا مما استأثر الله به، وكلام الأطباء في ذلك مبني على الظن القائم على التجربة وعلى المعطيات التي بين أيديهم، ومع هذا فكم من مريض أخبر الأطباء أنه لا يعيش وجزموا بذلك ثم تخلفت ظنونهم وكتبت له العافية والشفاء، وعليه.. فلا ينبغي أن تجزم بوقوع ما يتوقعه الأطباء، ولا يجوز لك أن تيئس خالك من حياته ولا أن تمنع باقي أخوالك من إقراضه المال فهذا من منع الخير وحجب الإحسان عنه.

وأما إخباره هو بحقيقة مرضه، فإن خفت أن تتأثر نفسيته بذلك أو يزيد مرضه فلا يجوز لك إخباره به ولا تأثم بذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 64983.

واعلم أن الرسول الكريم قد ندب إلى تبشير الناس وإدخال السرور عليهم ونهى عن التنفير، فقال فيما رواه البخاري: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا.

وفي الحديث: إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب المريض. رواه الترمذي وقال: غريب.

والحديث فيه ضعف، إلا أنه صحيح المعنى.

 وما ترغب فيه من تحفيز خالك على الاستعداد للموت يتحقق بغير هذا من النصيحة الطيبة وتذكيره بالله والدار الآخرة وأمر الرسول الكريم بالوصية لعموم الناس الصحيح منهم والسقيم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 116200.

مع التنبيه على أن كل ما يملكه خالك هذا المريض، فإنه ملك له وله أن ينفقه كله على علاجه ولا يتعلق حق الورثة به إلا بعد موته، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51030.

والله أعلم.