عنوان الفتوى : حكم النسبة إلى الله تعالى بلفظ اللاوي
ما التحليل الشرعي واللغوي لاستخدام لفظة "اللاوي" نسبة إلى الله عز وجل، حيث يتم استخدام هذا اللفظ في بعض المناطق للدلالة مثلا عن أي شيء عالي أو مرتفع كأن يقال أسعار هذا المحل "اللاوية" للدلالة على ارتفاع السعر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسبة الشيء إلى الله يقال فيها: إلهي، فلفظ الجلالة (الله) علم على الإله المعبود بحق أصله إله دخلت عليه ال ثم حذفت همزته وأدغم اللامان. كما في لسان العرب لابن منظور، والمعجم الوسيط، وغيرهما من معاجم اللغة.
وأما النسبة إلى الله بلفظ (اللاوي) كما ذكر في السؤال فلا أصل لها في اللغة، وإذا كان الأمر كذلك فالظاهر -والله أعلم- أنه لا يصح شرعاً أن ينسب شيء إلى الله على صورة النسبة المذكورة في السؤال، لأن تسمية الله بما لم يسم به نفسه أو يسمه به رسوله صلى الله عليه وسلم هي من القول على الله بلا علم، ومن التحريف لاسم الجلالة سبحانه وهذا من الإلحاد في أسماء الله وصفاته، وقد نهى الله عن ذلك فقال: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. {الأعراف:180}.
قال البغوي في تفسيره: هم المشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه، فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان هذا قول ابن عباس ومجاهد.. وقيل: هو تسميتهم الأصنام آلهة، وروي عن ابن عباس: يلحدون في أسمائه أي يكذبون، وقال أهل المعاني: الإلحاد في أسماء الله: تسميته بما لم يسم به، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجملته: أن أسماء الله تعالى على التوقيف فإنه يسمى جواداً ولا يسمى سخياً، وإن كان في معنى الجواد ويسمى رحيماً ولا يسمى رفيقاً، ويسمى عالماً ولا يسمى عاقلاً. انتهى.
وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10300، 23893، 25564، 94098.
وعلى المسلم أن يهتم بكلامه فيسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية فما كان غالياً في الثمن سماه باسمه دون أن يتكلف ما لا علم له به، لا سيما إن تعلق بلفظ الجلالة سبحانه.
والله أعلم.