عنوان الفتوى : الرقية من الحسد وعدم اتهام الآخرين بغير يقين
عندي مشكلة وأتمنى أن تساعدوني فيها: فقد تعرضت لكثير من المتاعب والآلام في الفترة الماضية في أنحاء متفرقة من جسمي وخصوصا أسفل الظهر والركبتين، ووجع في رأسي وضيق شديد وأغضب سريعا لأتفه الأسباب وهذا ليس من عادتي، وكشفت عند أكثر من طبيب وعندي مشاكل في بطني، ولكن بدون فائدة، فنصحني أحد الصالحين أن أرقي وأن أبحث عن أحد من الصالحين يرقيني الرقية الشرعية، وعندما رقيت بدأ جسمي يتفاعل مع القرآن الكريم وحدثت لي أشياء غريبة في رقبتي وكأن شيئا يتحرك بداخلي، وفي الليل عند ما أدعو الله ينشرح صدري للدعاء وأحس أن صوتي تغير، ولكن لا أتحكم في لساني لبعض الوقت وداومت على شريط الرقية الشرعية، وأحد الصالحين يقرأ علي أيضا بالنهار حتى قابلت أحد الشيوخ المتخصصين فقرأ علي فتشنجت جميع أجزاء جسمي أيضا ويزداد في التحرك حتى وصل إلى أذني، وأنفي، وبفضل الله لم يتركني الشيخ حتى نزل من أنفي دم لونه غريب وأحسست أنني أفقت من غيبوبة وأن جسمي ليس به شيء حتى عدت إلى البيت واغتسلت بمياه القرآن وأنا سعيد جدا لفك هذا عني، ولما نمت بدأ القلق والخوف يعودان ثانية وأحس أنني أرى أشياء، ومع الأيام أيضا أكون نائما وأظن أن أحدا يهمس في أذني ويوقظني، وفي بعض الأوقات عند الاستيقاظ أرى أن خيالا يمشي في الغرفة ولا أستطيع أن أبدأ النوم بمفردي، وأنا بفضل الله على طاعة أنا وزوجتي ودائما القرآن يتلى في المنزل من قنوات دينية، وقد قال لي الشيخ بأنه حسد وإن تيقنت ممن حسدك فخذ ماءه واغتسل به. والآن ماذا أفعل فأنا لا أعرف من حسدني ولا أريد أن أظن ظن سوء بأحد، وبصراحة الحساد كثيرون وأود أن أستريح، لأن جسمي تعبان وكذلك يأتيني إحساس بالخوف الشديد بالليل تحديدا خصوصا وقت النوم مع أنني أنام على وضوء وأصلي قيام الليل وأقرأ أذكار النوم، وأيضا أقلق في الليل وأحس بخوف وأن شيئا ما في الحجرة. فماذا أفعل؟ ساعدوني فهل من الممكن أن يكون هناك شيء آخر بداخلي؟ أتمنى أن أعود مثل الأول علما بأنني أعمل وفي سعة ـ والحمد لله ـ وأكرم والدي وأساعد إخوتي كثيرا وأحب زوجتي وابنتي جدا وأنا أبلغ من العمر30 عاما وزوجتي تبلغ 25 عاما وابنتي عامين، وقد حفظت مؤخرا بعض السور كالملك وأقرؤها قبل النوم، وأيضا حفظت النبأ والتكوير والانشقاق والانفطار. فأرجو منكم الإجابة سريعا فأنا فعلا تعبان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك العافية ونهنئك على ما أعطاك الله من حفظ بعض السور القرآنية، وأما عن تحليل سبب ما يحصل لك فليس عندنا فيه شيء، لأن الموضوع ليس من اختصاصنا، ولكننا ننصحك بالإكثار من الدعاء ومواصلة الرقية الشرعية فارق نفسك أو استرق بعض من جرب نفعه من المعروفين بالاستقامة وصحة الاعتقاد واتباع السنة.
وقد أحسنت في الابتعاد عن الاتهام للناس بالحسد، ولكنه يشرع إذا علمت باليقين أن شخصا أصابك بالعين أن تطلب منه أن يغتسل وتغتسل بالماء الذي اغتسل به، ويتعين عليه أن يستجيب لطلبك لما في الحديث: العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا. رواه مسلم.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 32263، 100529، 51475، 117597، 64558، 80694.
والله أعلم.