عنوان الفتوى : حكم وضع ملصقات على جدران المساجد
تم وضع ملصقات على جدران المسجد لتذكير الناس بأحاديث رمضان وحتى تتجدد النوايا للمصلين، والغريب أن هناك من شبهنا بالشيعة وأنكر علينا ذلك، فما ردكم عليه بالدليل؟ وأيضا على مسألة تزيين المسجد بالآيات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذه الملصقات إن وضعت في مكان لا يمتهن ولا يلهي المصلين فلا حرج فيها، بل هي نوع من أنواع الدعوة إلى الله تعالى يؤجر عليها صاحبها، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 39978، 34043، 115955، وليس في ذلك تشبه بالمبتدعة، بل الاهتمام بتذكيرالناس وتبشيرهم وتهنئتهم بقدوم شهر رمضان هو الأوفق للسنة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جاءكم رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها قد حرم. رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني. وفي رواية لأحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: قد جاءكم شهر رمضان.
قال ابن رجب في لطائف المعارف: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشرأصحابه، قال: بعض العلماء هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين؟ من أين يشبه هذا الزمان زمان؟. انتهى.
وأما مسألة تزيين المسجد بالآيات القرآنية فقد نص جماعة من الفقهاء على كراهة كتب القرآن في حائط المسجد أو غيره، ومن هؤلاء الحطاب في مواهب الجليل، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب وابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج، والشرواني في حاشيته على الخطيب، وراجع في ذلك الفتويين رقم:39978 ، 23572.
ومن ناحية أخرى، فإن الشرع الحنيف قد نهى عن زخرفة المساجد، وتزيين جدارن المساجد ولو بكتابة آيات قرآنية داخل في هذا النهي، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 10687، 38368، 9320.
والله أعلم.