عنوان الفتوى : إعمال العقل والتدبر.. بين الحض والمنع
ما حكم من يفكر في شؤون الخلق و الكون قبل وجود آدم، والتفكير في الله والعالم الآخر والقبر و جهنم والعذاب...؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التفكر عبادة جليلة يترتب عليها عمق الإيمان ورسوخه، ولذا حث الإسلام على إعمال العقل والتدبر في ما يستطيع العقل النظر فيه، وأشاد بالتفكير في غير ما آية، وجعل ذلك طريقاً موصلاً إلى الإيمان بالله سبحانه ومعرفة صدق ما أخبر به أنبياؤه، وأما ما لا يستطيع العقل إدراكه فإن السلامة في منعه من الخوض فيه، كالتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى، أو التفكر في حقيقة صفاته، فإن التعرف على الله تعالى لا يكون إلا بما عرف به سبحانه نفسه في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، من الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبما بثه في هذا الكون الفسيح من الآلاء والآيات الدالة على عظمته وربوبيته وألوهيته سبحانه، ولا يمكن لمخلوق مهما كان أن يدرك حقيقة ذات الخالق سبحانه.
ومن ذلك التفكر في الأمور الغيبية كاليوم الآخر بالنظر العقلي المجرد، فإنه لا سبيل إلى ذلك إلا من خلال نصوص الوحي كتابا وسنة، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 16043، 11727، 62995، 53031. وقد سبق أيضا في الفتوى رقم: 34148. أن أمر العقيدة وأمور الغيب متوقفة على الإيمان بالوحي.
والله أعلم.