عنوان الفتوى : التوكل واللجوء إلى الله أفضل علاج للسحر
منذ 5 سنوات وقع شخص في براثن امرأة غير صالحة وقد استخدمت السحر في الإيقاع به وأوقعته في فعل الفاحشة معها ثم بعد ذلك اضطرته للزواج منها بنفس الطريقة وهي السحر، وبعد أن علمت زوجته الأولى بهذا أخذت تنصحه في أن يبتعد عنها ولكن دون جدوى فقد أعمت بصيرته بالسحر . وعندما فقدت هذه الزوجة(الأولى) أم أولاده الأمل في ارجاعه عن هذا الطريق- علماً بأن هناك أناس نصحوه بالابتعاد عن هذه السيدة الخبيثة سيئة السمعة فقد دمرت حياة رجال آخرين قبله- لجأت للبحث عن طريق لإرجاعة وذهبت إلى عدد من رجال السحر و أيضاً أناس يعالجون حالات السحر فأكد لها بعضهم أن هناك سحر معمول لزوجها وأنه سحر يطلق عليه "سفلي" وأن حله في غاية الصعوبة ويتطلب عمل شئ غير لائق. وأصبح الرجل كثير الكذب واسود وجهه واشتد عناده وبغضه لأهل بيته وأصبح لا يطيق التواجد معهم وزادت ديونه ودخل في قضايا وكانت الزوجة(الأولى) أم أولاده هي التي تخلصه من دخول السجن وساءت الأحول بينهما لدرجة أنها فقدت صبرها معه وأصبحت تدخل معه في عراك كلامي وأحياناً مادي لأنها تريد أن تحافظ علي بيتها من الانهيار و أيضا على قوتها هي و أولادها مع العلم أن الدخل الوحيد للأسرة من هذا الرجل ثم بعد ذلك كثر غيابه عن البيت واسود وجهه أكثر وصار لا يعبأ بأولاده ولا بالبيت وصاروا عنده كأي شخص عادي رغم كل المحاولات المضنية للزوجة(الأولى) أم أولاده في ارجاعه لكن دون جدوى. ثم اعتقد أنها تكرهه وأيضاً أولاده رغم أن العكس صحيح طبعاً. والآن بعد مرور هذه المدة سمعت من ابنته أنه مريض وملازم الفراش وقبلها كان يحكي لأحد أصدقائه أنه أحياناً يسير في الليل وسط المزارع يصرخ من شدة الألم في جسده و أحياناً أخرى يجد نفسه تائها عن طريقه وهو يقود دراجته الناريه ولا يعرف له وجهة و أحياناً يربط دراجته النارية في يده خوفاً عليها - رغم أنه تاجر وكان متزن العقل تماماً- و أن هذه السيدة الشريره تجدد له السحر باستمرار وطبعاً هدفها الرجل و المال ........ فما رأيكم في هذه القضية وما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم و جزاكم الله عنا وعنه وعن أسرته خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك ويذهب همك، وأن يمن بالشفاء والعافية على الرجل المذكور.
والذي ننصحكم به هو اللجوء إلى الله تعالى والإلحاح عليه في الدعاء، وقد وعد الله الكريم بإجابة المضطر فقال: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ) [النمل:62]
وإن وفقتم إلى معرفة رجل صالح متمسك بالسنة يقوم برقية المريض بالرقية الشرعية فحسن.
وليعلم أنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والمشعوذين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " رواه أحمد والحاكم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم.
وينبغي الاستمرار في نصحه وتوجيهه إلى الطاعة، وإخباره بأنه ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، فعليه أن يصلح العلاقة بينه وبين ربه، ليصلح الله له أحواله ويكفيه شر خلقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.