أرشيف المقالات

نعم تستمر الآلام - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
نعم تستمر الآلام!
وتتزايد..
وتتضافر الإحباطات..
وتتكاثر..
ويرحل الأحبة تباعًا.. 
ويغدو الكوكب مكانًا موحشًا، وتزداد وحشته يومًا بعد يوم..
نعم..
يدعوك جل ما حولك ومن حولك لليأس ويدفعك بيد غليظة للقنوط..
يدعوك جلد الفاجر، وبأس المنافق، ويدفعك عجز الثقة وأحياناً حماقته..

دمعات حزينة تجد طريقها أحيانًا من قلب مكلوم إلى عين دامية سرعان ما تتحول إلى غصة خانقة تنمو تدريجيًا لتكتم أنفاس الأمل في حلقك الجاف، كلما تصاعد من حولك عبق الخسة المقزز، وعصفت بك رياح الكذب المنتنة التي تفوح من أفواه الأوغاد اللزجة، كلما فتحوها لينبسوا ببنات سفاح من بين شفاههم الشامتة الحاقدة وليزينوا بباطلهم السخيف نواصيهم الكاذبة الخاطئة!
نعم مهما تجلد المرء فإنه يجد كل ذلك أحيانًا..
لكنه يعود ليفكر مليًا..
هل يملك هذا الترف؟!
هل يملك ترف أن ييأس؟!
هل لديه خيار الإحباط ؟!
وهل آن أوان الركون والاستسلام؟
هنا تسارع حروف عثمانية مشكلة حُفرت يومًا على القلب قبل أن يحفظها الصدر..
تسارع تلك الحروف لتمثُل أمام عينيه منبهة لنفسه ومذكرة إياها وناهية لها ومبددة لسحائب تلك الخواطر السوداء {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
الكافرون!!
هؤلاء فقط هم من يملكون هذا الخيار الكئيب!
وأنت لست منهم!
وما ينبغي لك..
بل لك رب قريب سميع مجيب..
لك رب قدير مقتدر يقول للشىء كن فيكون!
لك رب فتاح نصير ولي عزيز..
إن يكلك إلى نفسك هلكت في غيابات جب اليأس المظلم..
وإن يتول أمرك نجوت بإذنه..
وهو يتولى الصالحين..
هنالك يشرق القلب بالأمل من جديد وتنسكب على ثنايا الفؤاد عطور الفأل الحسن المفعمة بعبير حسن الظن ممزوجًا برحيق العمل..
هنالك تزول الغصة تدريجيًا وتتلاشى الغشاوة ويستطيع المرء أن يكمل بينما يحدو طريقه نداء..
يا رب.. 
يا رب..
يا رب..
‫رحمتك‬. 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣