عنوان الفتوى : الأعمال التي تقرب العبد من الجنة
يا شيخ هل من قول أداوم عليه يدخلني الجنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل. ولتعلم أن دخول الجنة وما يوصل إليه أمر عظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ عندما سأله أن يدله على عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار فقال له: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، ثم قال له: تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع.... حتى بلغ: يعملون. ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت له بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: كف عليك هذا، فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه أحمد وغيره وصححه الأرنؤوط.
وروى الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيان فقال أحدهما: من خير الرجال يا محمد؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: من طال عمره وحسن عمله، وقال الآخر: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل. صححه الأرنؤوط.
وأفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه هو أداء ما فرض عليه كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. الحديث رواه البخاري.
والذي يجمع لنا ذلك كله هو امتثال أوامر الله تعالى في السر والعلانية، واجتناب نواهيه في السر والعلانية. وهذا هو حاصل التقوى الذي وعد الله أصحابه بدخول الجنة.
وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 107812، 119559، 59782.
والله أعلم.