عنوان الفتوى : طاعات يحيا بها القلب ويقوى بها العبد
سيدى الفاضل منذ وفاة والدي و أنا في حالة خوف دائم هل تعطينى نموذجا بسيطا أو واجبا يوميا أفعله كل يوم فيجعلني مطمئنة نوعا ما إذا مت في ذلك اليوم أرجوك ساعدني فقد قرأت الكثير و لو فعلت ما يوجد فى الكتب لم أجد وقتا لزوجي و لا لابنتي فأرشدنى إلى أعمال بسيطة ثوابها كثير و جزاك الله كل الخير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالإتيان بأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى وهو الفرائض وأداء الحقوق، لما في حديث البخاري: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه.
فاحرصي على أن يكون لك مصلى في بيتك في أستر مكان منه فصلي فيه الفروض والنوافل، وأيقني أن صلاتك في هذا المكان أفضل من صلاتك في أفضل المساجد خلف أفضل الأئمة.
واحرصي كذلك على القيام بحق زوجك وولدك واستشعري أن إيناس زوجك وإرضاءه وحسن التبعل له من آكد أعمال البر، واحرصي على تربية بنتك تربية إسلامية فإنك مسؤولة عنها ومكلفة بوقايتها من النار، وإن صلاحها يجلب لك سعادة الدنيا إذا كبرت فكانت مستقيمة في دينها مطيعة لربها برة بأبويها، ويجلب لك سعادة الآخرة إذا مت فظلت تدعو لك بالخير وتتصدق وتحج عنك.
ثم احرصي بعد ذلك على الاشتغال بالتعلم والذكر، فبرمجي حفظ آيات من القرآن يوميا، واستخدمي ما تيسر من الوسائل، فحاولي سماع المقطع الذي ستحفظينه عدة مرات من قراءة أحد القراء المتقنين، ثم راجعي بعد ذلك عدة مرات حتى تحفظي المقرر، ثم كرريه في عدة أوقات حتى يثبت ويرسخ في الذاكرة، ويمكنك أن تستعيني بالشريط المعلم بحيث تسمعين آية أو جملة، فإذا سكت القارئ كررتها بعده.
ومن المستحسن أن تبرمجي مع من يساعدك فقد قيل قديما: نبت العلم بين اثنين، فيمكن أن تبرمجي حفظ سورة من القرآن مع زوجك وتقيما حلقة لمدارسة القرآن في البيت، فإما أن تجلسا في وقت واحد حتى تحفظا، وإما أن تصححا المقطع بواسطة الشريط ثم ينفرد كل منكما به حتى يحفظه ثم يسمع كل منكما للثاني، ويمكن أن تفعلي هذا البرنامج مع إحدى أخواتك أو زميلاتك.
واعلمي أنه لا بد من تصحيح القرآن الكريم على الشيوخ المتقنين، فيمكن أن يذهب زوجك إلى الشيوخ فيصحح عليهم، ثم يرجع ويصحح لك أو تقرئين على محارمك أو غيرهم مع الالتزام بالضوابط الشرعية
وروحي عن نفسك في بعض الأوقات بقراءة كتب الحديث والسير والقصص المفيدة.
وواظبي على الأذكار المقيدة والمطلقة والنوافل وغير ذلك من أعمال الخير، فإن الذكر يطرد الشياطين وتطمئن به القلوب. كما قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد: 28} ويضاف إلى هذا أن تعبه قليل، ففي الصحيحين: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.
وراجعي للزيادة في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 39238، 6659، 35356، 10306، 45944، 52900، 41016.
والله أعلم.