عنوان الفتوى : الأدلة على حجية الإجماع
1-سمعت مرة من أحد مشايخنا يقول بأن الإمام البخاري هو من اعترفت له الأمة جميعها بالرضا والقبول ، وثم قال بعد ذلك إن هذه الأمة كما أجتمعت بالقبول والرضا على الإمام البخاري فإنها أي الأمه ، لاتجتمع كلها على ضلال أبدا أي جميع الأمة لاتجتمع على ضلال .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإجماع مصدر من مصادر التشريع، وهو حجة قاطعة عند علماء الإسلام: الأئمة الأربعة وغيرهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
قوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)[النساء:115] فإذا اجتمع المؤمنون فإن مخالفهم متوعد بالعذاب، ومنها قوله سبحانه: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)[النساء:59] فأمر بالرد إلى الله والرسول عند التنازع والاختلاف، وأما عند الاجتماع فاجتماعهم كاف، وقد ورد في هذا المعنى حديث مشهور رواه الترمذي وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: حديث مشهور له طرق كثيرة، لا يخلو واحد منها من مقال.
ومع ما في هذا الحديث من مقال إلا أن معنى الآيتين شاهد له، والأدلة على ذلك كثيرة من أرادها فليراجع كتب أصول الفقه.
والله أعلم.