عنوان الفتوى : عالم الذر وعالم الأرواح

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد انتشرت مؤخرا في المنتديات هذه المقولة فما مدى صحتها في الكتاب والسنة، قبل ان يخلق الله تعالى الأجساد خلق الأرواح وعاشت هذه الأرواح في عالم اسمه عالم الذر عالم الأرواح، ومن هناك كان تعامل هذه الأرواح مع بعضها البعض، فمن ترتاحين له يكون بالنسبة لك ارتياح في عالم الذر السابق والعكس صحيح، أنت تشعرين أنك تعرفين هذا الشخص ومتأكدة أنك رأيته في مكان ما ولكن الحقيقه أنك ترينه أول مرة، ولكن بعالم الذر سبق وأن تعاملت معه لذلك كل إنسان أنت تشعرين بأنك تعرفينه أو ترتاحين له فقد سبق لك بعالم الذر أن شعرت به كهذا الشعور؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأرواح خلقت قبل الأجساد، وعالم الأرواح أعم من عالم الذر، فإن المراد بعالم الذر: الأرواح التي أخرجها الله من ظهر آدم وأخذ عليها العهد بتوحيده. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 99223.

وما يكون بين الناس من تآلف أو تنافر علله بعض أهل العلم بما جرى من التعارف بين الأرواح في عالم الذر، كما سبقت الإشارة إليه في الفتوى رقم: 73351.

 وهذا أحد الأوجه التي ذكرها أهل العلم في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. متفق عليه.

فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري والسيوطي في شرح الصدور أنه قيل: المراد الإخبار عن بدء الخلق على ما ورد أن الأرواح خلقت قبل الأجساد بألفي عام فكانت تلتقي فتتشامّ، فلما حلت الأجساد تعارفت بالمعنى الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم. انتهى..

وقد سبق بيان معنى هذا الحديث في الفتوى رقم: 99898.  

وروى ابن عبد البر في التمهيد عن عبد الله بن مسعود قال: الأرواح جنود مجندة، تتلاقى في الهواء فتتشام كما تتشام الخيل، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولو أن مؤمنا جاء إلى مجلس فيه مائة منافق ليس فيه إلا مؤمن واحد لقيض له حتى يجلس إليه. انتهـى.

وذكر أبو القاسم الأصفهاني في محاضرات الأدباء عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب قال: ثلاث لم أسأل عنهن رسول الله فقال علي: وما هن ؟ قال عمر: حب الرجل الرجل لم يجر بينهما خلطة ولا معرفة، فأنى ذلك ؟ .... فقال علي: أما ما ذكرت من حب الرجل الرجل لم تجر بينهما خلطة ولا معرفة فإن الله خلق الأرواح قبل الأجساد فتلتقي الأرواح على سبب بين السماء والأرض، فتتشام كما تتشام الخيل فما تعارف ثمَّ ائتلف هنا .... انتهى.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
يجب على المسلم اليقين بعدل الله وأنه يستجيب دعاء من دعاه بيقين وإخلاص
كيف يكون الشيء مكروهًا لله ومرادًا له؟
الفرق بين الأمن من مكر الله وانعدام الخوف من الله
هل يقدر الله على أن يأتي بكلام أحسن من القرآن الكريم وبدين أفضل من الإسلام؟
مدى صحة هذه المقولة: إن من رحمة الله بنا أنه لا يؤاخذنا على ما نراه في المنام"
هل في إنجاب الأولاد وتعريضهم لآلام الحياة جناية عليهم؟
الحكمة في خلق السماوات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لحظة
يجب على المسلم اليقين بعدل الله وأنه يستجيب دعاء من دعاه بيقين وإخلاص
كيف يكون الشيء مكروهًا لله ومرادًا له؟
الفرق بين الأمن من مكر الله وانعدام الخوف من الله
هل يقدر الله على أن يأتي بكلام أحسن من القرآن الكريم وبدين أفضل من الإسلام؟
مدى صحة هذه المقولة: إن من رحمة الله بنا أنه لا يؤاخذنا على ما نراه في المنام"
هل في إنجاب الأولاد وتعريضهم لآلام الحياة جناية عليهم؟
الحكمة في خلق السماوات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في لحظة